العدد 23– أغسطس/آب 2024

203 |

يـَن محســن صالــح، أســتاذ الدراســات الفلســطينية والمديــر العــام لمركز � وب الزيتونة للدراســات-لبنان، أن عمليــة طوفان األقصى التي هــزت الكيان الصهيوني ونظريته قد أسقطت النظرية األمنية اإلسرائيلية والتي قام عليها هذا الكيان ونشأ عن ا : أن هذه المساحة التي دخلتها المقاومة، وهي تزيد ذلك ثالث أفكار أساســية: أواًل عن مســاحة قطــاع غزة أول مرة قد ضرب فكرة المالذ اآلمــن في جوهرها. ثانًيًا: ألف يهودي غادروا الكيان اإلسرائيلي 470 أكتوبر يوجد 7 سنجد أن بعد شهرين من خالل شهر، وفًقًا إلحصائيات إسرائيلية أولية، وهذا مؤشر يعطي دالالت مختلفة؛ إذ إن فكــرة الــمالذ اآلمن ُضُربت. وثالًثًا: تقديم الكيان الصهيوني على أنه األفضل في المنطقة، وأنه يجب أن ُتُطَّبَع العالقات معه باعتباره القوى الموثوق بها في المنطقة، فكيف يكون كذلك وهو لم يتمكن من تدبير أموره مع قلة من المجاهدين. وهذا يعني أن السردية القائلة: إن إسرائيل أداة يعتمد عليها المجتمع الغربي، ُضُربت من أساسها، وفكرة أنها ضحية وواحة للديمقراطية، لم يعد لها وجود. وفــي قــراءة التاريخ توجد ثنائية التكامل والتــآكل، فإن كل الدول يكون لها عناصر جذب، تصل إلى ذروة معينة، ولكنها في الوقت نفســه تواجه عناصر شــد عكسي. ومع عناصر القوة الذاتية تبدأ عناصر الشــد العكســي، وتتساوى في نقطة ما، عناصر الشــد العكســي مع عناصر الجذب الذاتي، وبعدها تكون هناك نقطة حرجة تتفوق فيها عناصر الشد العكسي على عناصر الجذب الذاتي، واعتقد أن هذا ما نشهده في الكيان اإلسرائيلي في الوقت الحالي. وإذا تحدثنا عن عناصر القوة في المشروع الصهيوني، فقد نجح في إنشاء أكبر تجمع % من يهود العالم تقريًبًا، ولديه قوة اقتصادية كبيرة، ويهيمن على 46 صهيونــي يضم صناعة قرارات عالمية، ولديه ســلطة فلســطينية تقوم بأمور تخدم االحتالل أكثر مما تخدم نفســها. وفي المقابل، يواجه حالة شــد عكسي من عناصر أخرى تثبت نفسها عا ًمًا، 75 على األرض، أبرزها أن الشــعب الفلســطيني ثبت على أرضه على مدار والفلســطينيون تجاوزوا عدد اليهود في فلسطين التاريخية، والمقاومة الفلسطينية لم تضعــف مع الزمن، بالعكــس ازدادت ولم تضعف بــل زادت قدرتها. وأخي ًرًا، فإن التطبيع كان ســطحًّيًا، وكل الشــعوب العربية كانت مع القضية الفلسطينية باإلضافة إلى االنقسامات الداخلية.

Made with FlippingBook Online newsletter