العدد 23– أغسطس/آب 2024

| 204

ومن جانبه، ذكر شــفيق شــقير، الباحث في مركز الجزيرة للدراسات أن مشروع بناء دولة إسرائيل يختلف في كل مرحلة عن المرحلة التي قبلها، وهذا ألن األدوات التي كانت تعتمدها إســرائيل لم ُت ُْجِْدِ، والبنية التي كانت تركن إليها إسرائيل اكُتُشف أنها مختلفة تماًمًا عما كانت تعتقد إسرائيل؛ فقد كانت تعتمد دائًمًا على خطاب الخوف الذي تستعمله في الداخل وفي سياستها الخارجية ولكي تبرر بعض تصرفاتها القمعية غير األخالقية للفلسطينيين. وقد و َّجَه طوفان األقصى ضربة قاســية لسياســة إسرائيل في المنطقة ولجيشها الذي كان يهــدد بأنه ســيضرب إيــران ودخول معارك في أربعة محــاور مختلفة، ثم جاء طوفان األقصى، لنرى مقاتلين فلســطينيين داخل مستوطنات إسرائيل! فكيف يمكن لهذه التي يجب أن تلعب دوًرًا إقليمًّيًا متطوًرًا وأن تكون داعًمًا للسياسات األميركية في المنطقة، أن تنهار بهذه الســرعة؟! وهذا يقودنا إلى نقطة اســتمرار إســرائيل في المنطقة وهل يمكن أن تقوم بهذا الدور وحدها وهناك دراســات تعتقد أن إســرائيل عليها إبرام معاهدة دفاع مع واشنطن. وقد ُشُفعت هذه الجلسة بنقاشات وردود زادت من توضيح األفكار المذكورة. العدالة الدولية في ميازن الحرب اإلسارئيلية على غزة إلى جانب المواجهات العســكرية وما رافقها من وســاطات وجهود دبلوماسية، وما تخللها من ضغوط سياسية ومبادرات لتوفير أفق سياسي للصراع العربي-اإلسرائيلي، فتحت الحرب اإلســرائيلية على غزة مســاًرًا قانونًّيًا كانت أبرز حلقاته القضية التي رفعتهــا دولة جنوب إفريقيا ضد إســرائيل أمام محكمــة العدل الدولية بتهمة اإلبادة الجماعية. صحيح أن المتابعات القانونية إلسرائيل وممارساتها في األراضي المحتلة لم تبدأ مع الحرب األخيرة، فقد ُفُتحت في شــأنها قضايا ومتابعات وتحقيقات في مستويات مختلفة من القضاء الدولي، ولكن الزخم الذي اكتسبته قضية جنوب إفريقيا، السيما وهي تتعلق بأم الجرائم (اإلبادة الجماعية) وُتُنظر أمام أعلى مؤسسات القضاء الدولي، أضفى على المسار القانوني أهمية خاصة. فهل يمكن لهذا المسار أن يضع ح ًّدًا إلفالت إســرائيل من العقاب ويعيد االعتبار للعدالة الدولية؟ وما طبيعة الدعم الذي يمكن للمسار القانوني أن يسهم به في حل الصراع العربي-اإلسرائيلي؟

Made with FlippingBook Online newsletter