العدد 23– أغسطس/آب 2024

| 206

اإلبادة في غزة، ســؤال مهم، ومحكمة العــدل الدولية تتبع إجراءات معقدة والكثير من اإلجراءات والممارســات للوصول إلى النتائج المرجوة، وما حدث من الناحية األخالقيــة هــو إبادة، وحينما ننظر إلى القانون فال نجد تقييًمًا ذا صدقية إلى أن يتم التمكيــن مــن فتح تحقيق، وهذا عنصر معوق؛ ألن في الوقت الذي يتم فيه التوصل إلى قرار يبت في هذه المســألة، فإن هذا الكم الكامل من المعاناة اإلنســانية يكون قــد تجاوزه الزمن إلى تغيرات سياســية من حيــث إن النتائج والخالصات التي تم التوصل إليها والتي هي من صميم المحاجة القانونية إلثبات اإلبادة تصبح ال عالقة لها بالوضع الراهن. لقد كان آخر أوامر محكمة العدل الدولية األكثر مباشرة في أمر إنهاء إسرائيل ما تقوم به من عمليات عسكرية في رفح وإنهاء أوامر اإلخالء، التي كانت تصدرها في غزة، بعد إصدار أوامر سابقة بهذا الشأن. ما نراه من وجهة نظر قانونية، وما تم تصويره على مدار ســبعة األشــهر من فظائع مســتمرة تذِّكِر ببيانات وأقوال كبار قادة إســرائيل الذين تبَّنَوا لغة تحث على اإلبادة ، وما 2024 وتبرر ما قاموا به كرد على هجمات الســابع من أكتوبر/تشــرين األول وقــع علــى األرض من أفعال والنية الكامنة وراء هذه اإلبادة ونزع الصفة اإلنســانية عن الطرف اآلخر. إن اإلجراءات القانونية من وجهة نظر القانون الدولي هي أحكام محكمة العدل الدولية واألمر متروك لمجلس األمن الدولي أو الجمعية العامة لألمم المتحــدة أن تعمــل على إنفاذ ما تتوصل إليه المحكمــة من قرارات وأحكام، لكن البلدان الخمســة األكثر قوة في العالم التي تمتلك حق النقض ال تفعل ذلك حينما تحال القضية إلى مجلس األمن. وذكر رامي عبده، وهو مدير المرصد األورومتوسطي لحقوق اإلنسان، أنه من المهم أن ننظــر إلى أهمية القضية التي رفعتهــا جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، ورأى أن أهمية هذه القضية تتمثل في نقاط عدة؛ وهي رمزية خطوة جنوب إفريقيا، فجنوب إفريقيا تحمل المظلمة األكثر حضوًرًا في الضمير اإلنســاني، وهناك تقاطع بين مظلمة الشــعب الفلسطيني ومظلمة جنوب إفريقيا وأعلى محكمة دولية، توصل رسالة قوية حول تضامن شعوب العالم المضطهدة مع الشعب الفلسطيني ضد التسلط االستعماري واألنظمة العنصرية.

Made with FlippingBook Online newsletter