العدد 23– أغسطس/آب 2024

| 208

النظام العربي والقضية الفلسطينية: تحوالت في المواقف والرهانات واألدوار لم يبلغ الموقف العربي في عالقته بالقضية الفلسطينية من الضعف والسلبية وانعدام ، 1948 الوزن ما بلغه في هذه الحرب على غزة. فمنذ قيام االحتالل اإلسرائيلي، العام ا في الصراع معه سواء أكان على الصعيد العسكري كانت األنظمة العربية طرًفًا فاعاًل أم السياســي. وعلى امتداد هذا التاريخ، توالت الحروب بين العرب وإســرائيل حتى غــدا الصراع بينهما ُيُعرف بالصراع العربي-اإلســرائيلي. ولم تفلح اتفاقيات السالم المنفردة ومســاعي التطبيع التي نشــطت في السنوات األخيرة في تغيير هذه المعادلة تغييــًرًا جذرًّيًا أو إدماج إســرائيل في محيطها واعتبارهــا مكوًنًا طبيعًّيًا من مكوناته. ترصد هذه الجلســة تحوالت المواقف العربية من القضية الفلســطينية بين االنخراط الكامل والوســاطة الحذرة والتعاون مع إسرائيل، وتنظر في أسباب هذه التحوالت، وتبحث في رهاناتها وآثارها على مستقبل الصراع. في البداية، أوضح عبد الله الشايجي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت، أنه ال 7 يوجد موقف عربي واحد، بل يوجد مواقف عربية لألسف، فالموقف العربي قبل ا وغير واضح، وجامعة الدول العربية تعقد أكتوبر/تشــرين األول كان موقًفًا متــرهاًل اجتماعات تظل حبًرًا على ورق دون تفعيل أو قوة ردع أو قدرة للعرب بما يشــ ِّكِل موقًفًا موحًدًا. أكتوبر/تشرين األول، حدث تباين بين موقف الشارع العربي المتعاطف بشكل 7 وبعد كبير ج ًّدّا بســبب ما يشــاهده من مآس ومجازر، وبين الموقف العربي الرسمي. لقد ُعُقــدت قمتان، قمة عربية إسالمية، وقمة عربية في المنامة، ولكن ما هي الحصيلة؟ وأين القوافل العربية التي ستكسر الحصار وتدخل إلى غزة؟ وقد طالبت في مقاالت بأن يعقد العرب قمتهم في رفح داخل غزة، فهل ســتقصف إســرائيل القادة العرب؟ بالطبع ال، وكنت أتمنى أن تسمى قمة األسبوع الماضي في المنامة بقمة غزة. الموقف العربي مترهل ج ًّدّا، فدول عربية طَّبَعت، وأخرى تراقب، وثالثة ال تسهم في كسر الحصار، وأنا فخور بأني كويتي، فموقف الكويت األكثر صالبة، ودائًمًا ما نسمع عن مستشــفى الكويت التخصصي ودوار الكويت، ودائًمًا عن الفرق الطبية الكويتية التــي ذهبــت إلى رفح، وكذلك موقف الجزائر مميــز، وأهالي غزة ال يعولون على

Made with FlippingBook Online newsletter