العدد 23– أغسطس/آب 2024

209 |

العرب وال على النظام العالمي، وال يوجد تقارب بين الموقف العربي ونبض الشارع. بدأ ســيف الدين عبد الفتاح، أســتاذ العلوم السياسية، حديثه بالتساؤل عمن خاطب الرؤساء الذين اجتمعوا في القمتين؟ وهل هم يخاطبون العرب، أم يخاطبون أنفسهم، أم شــعوبهم، أو الغزييــن؟ وأنا أظن أنهم يتوجهــون بالخطاب لفاقدي اإلرادة، فهم يطالبون بفك الحصار، فمن يفك الحصار؟ وهذا يشير إلى حالة الهوان. أكتوبر/تشرين 7 كما أن الجامعة العربية، قد اجتمعت بعد أكثر من ثالثة أسابيع من األول، فهم فوجئوا بما وقع، وخشوا أن يكشف ذلك الوهن والمهانة التي يمثلونها، ومــن ثــم حدث مثل هذا االجتماع بعد فتــرة، وصدرت قرارات هم أصدروها ولم ينفذوها. الجامعــة العربيــة ال تقوم بأي دور، فليســت جامعة، وال تقــوم بأي دور في النظام اإلقليمي العربي يؤكد تماســكه وأن لهم مكاًنًا ومكانة، كما أن القضية الفلســطينية ، فاالســتخدام الرسمي كان 1948 اســُتُخدمت استخداًمًا ســيًئًا حتى بعد النكبة في لكســب قدر من الشــرعية على حساب القضية الفلسطينية، لكن في حقيقة األمر هم ضيعوها. وقد أوضح حســن البراري، أســتاذ دراسات الشرق األوســط في الجامعة األردنية وجامعة قطر، أنه من أجل فهم حالة العجز والشــلل التي أصابت العرب، علينا أن نفهم طبيعة هذا النظام العربي، والذي منذ نشــأته هو نظام هش تنافســي ومخترق، وقد تم االستثمار في هذه القضية من أجل إحراج الخصوم، ولم يختلف األمر اآلن، فالمشــهد يكرر نفســه، والدول العربية حينما تريد الفعل تستدعي الخارج، وأقصد بالخارج الواليات المتحدة األميركية، التي بدأت تفقد تأثيرها في هذه المنطقة. الــدول العربيــة المك ِّوِنة للنظام العربي ُتُصَّنَف إلى ثالثــة أصناف: دول طَّبَعت مثل مصــر واألردن، ومطبعين جدد، ودول ظواهر صوتية فحســب. هذه الدول ال تتفق على أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للعرب، فالبيانات التي تصدر ُتُكتب بلغة جميلة ورشيقة، ولكن لم يحدث شيء. مصادر التهديد في هذه المنطقة تغيرت، فهناك دول تعتقد أن إسرائيل تهدد وجودها، وأخرى تعتقد أن إيران هي التي تهدد وجودها، وهذه الدول إن لم تتفق على مصدر

Made with FlippingBook Online newsletter