العدد 23– أغسطس/آب 2024

219 |

إيران وإسرائيل، ومع الدول العربية، ولكنها تغيرت بعض الشيء بعد الحرب في غزة وكان موقفها أقرب إلى للموقف العربي. تـ ُِدِن الصين حماس؛ ألنها تعلم أن إســرائيل حليف الغرب وفي أي صراع مع � لــم ا عن حجــم الميزان التجاري مع الدول الغــرب لم تكن إســرائيل مع الصين، فضاًل العربية. وقد اســتغلت الصين الحرب النتقــاد الواليات المتحدة وانتقاد االزدواجية في النظرة الكلية من طرف الواليات المتحدة. وتعــد الصين مــن الرابحين في هذه الحرب؛ ألنها فضحت الواليات المتحدة، التي تنتقد التعامل الصيني مع اإليغور، ولم تنتقد إســرائيل التي شــ َّرَدت وقتلت أهل غزة ا عن هذا فالصين اســتفادت كذلك؛ ألن االهتمام األميركي بالشرق ودمرتها. وفضاًل األوسط، أسهم في تخفيض التوتر في شرق آسيا، لكن التوتر ال يزال موجوًدًا؛ ألن الواليات المتحدة َبََن َْت تحالفات في تلك المنطقة. استهداف الصحفيين في الحرب على غزة: تحديات الواقع وجهود الحماية مثلما يحدث في الحروب كافة، كان نقل الحقيقة في الحرب على غزة تحدًيًا أساسًّيًا؛ فقد كان اإلعالم في هذه الحرب ضحية بارزة ولم تفلح شاراته الممَّيَزة وال مواثيق حمايــة الصحفييــن وال المنظمــات المدافعة عن المهنة في منعه من االســتهداف. فاألعــداد غير المســبوقة من الضحايا من الصحفيين وعائالتهم تشــهد على أن آلة الحرب اإلسرائيلية تعاملت مع الصحفيين باعتبارهم أهداًفًا ال مجرد ضحايا عرضيين. غيــر أن سالمة الطواقم الصحفية لم تكن التحــدي الوحيد، فقد تعرضت الصحافة الدوليــة خالل الحرب على غزة إلى اختبارات حقيقية بشــأن مهنيتها ومدى تعلقها بالحقيقــة، وتــوازن تغطيتها لألحداث ونقلها من مختلــف الزوايا، وعرض مختلف الروايات دون انحياز. ففي حين كافحت بعض وسائل اإلعالم للحفاظ على مهنيتها ودفعت من أجل ذلك أثماًنًا باهظة، ســارعت وســائل إعالم أخرى إلى تبني الرواية اإلســرائيلية بالكامل دون مساءلة أو تحفظ، ومارست في المقابل رقابة صارمة على الرواية الفلسطينية. ولم تنأ شبكات التواصل االجتماعي بنفسها عن هذه التحيزات، يـ ًا ومنهجًّيًا. تناقش هذه � بــل كان انخراط بعضها في خدمة األجندة اإلســرائيلية جل الجلسة تحديات اإلعالم زمن الحرب بالتركيز على ُبُعدي السالمة والمهنية.

Made with FlippingBook Online newsletter