العدد 23– أغسطس/آب 2024

221 |

الصحفــي الفلســطيني تعرض إلى ألــم الفقد، فقد األهل والزوجــة واالبن والبنت والحفيــد والقريب وابن األخ وابن العم، ولكنه فقد كذلك البيت، فقوات االحتالل دمرت بيوت صحفيين كثر، واســتهدفت أي ًضًــا المكاتب، ومنها مكتب قناة الجزيرة وكثير من القنوات في مدينة غزة وكل المدن. قوات االحتالل اإلســرائيلي شــردت منذ البداية الصحفيين، وتحت الضغط وتحت النيــران وتحت التحذيــرات، طلبت منهم أن ينزحوا بالكامــل عن مدينة غزة مركز الحدث، ومناطق الشمال إلى مناطق الجنوب، وليتهم َسَِلِموا، على العكس أصبحت تلك المناطق المصيدة للمواطن والصحفي الفلســطيني، وهذا جرائم حرب وجرائم ضد اإلنسانية. على ســبيل المثال، لما حاولنا مجتهدين أن نأتي للناس بصور من مناطق لم تصلها عدســة من قبل في خان يونس، كانت هي المهمة التي ُأ ُِصِب ُت فيها واسُتُشــهد فيها زميلي سامر، وهي مهمة كانت بعد الحصول على موافقة جيش االحتالل اإلسرائيلي. وذَّكَر المراســل الفلسطيني بقناة الجزيرة، إسماعيل أبو عمر، بعدد الصحفيين الذين أسير. 200 شهيًدًا، و 147 استشهدوا في غزة، والذين بلغ عددهم وذهب إلى أن المؤسســات الحقوقية واألممية تشــارك في تزييف الواقع في شــأن القوانيــن المفتــرض أن تحمي الصحفيين والتي لم تطبق، فأين حقوق اإلنســان من تطبيق هذه القوانين؟ وذلك يعد تزييًفًا للتاريخ؛ ألن في يوم من األيام سينشــأ جيل ويقرأ عن حقوق تكفل للصحفيين حرية التعبير والعمل، لكن تلك الحقوق لم تكن مصونة ولم يستفد منها الصحفيون. أمــا إيرينــا خان، المقررة الخاصة لألمم المتحــدة المعنية بتعزيز الحق بحرية الرأي والتعبير، فذكرت أنه بسبب القصف المستمر لغزة، فإن فلسطين تعد واحدة من أكثر األماكن اســتهداًفًا في العالم، وعندما نأخذ في االعتبار حدة النزاع يمكن القول: إن غزة هي المكان األكثر خطورة على أي مدني أو صحفي. وقالت خان: إن شــجاعة الصحفيين مثل وائل الحدوح والتزامهم كانت مثار إلهام لنا جميًعًا، فلوال وائل الدحدوح وأمثاله ما كان للعالم أن يعرف ما يعيشه الناس من مجاعة ومعاناة وجرائم حرب وإبادة، فهؤالء الصحفيون هم من يروون هذه القصص ولكن بثمن باهظ جًّدّا.

Made with FlippingBook Online newsletter