229 |
مقدمة تتعرض األوقاف المسيحية األرثوذكسية في القدس، وعموم أرض فلسطين التاريخية منذ وقت طويل، وما زالت، إلى هجمة صهيونية لالســتيالء عليها؛ وإنهاء وجودها المادي الملموس، الســيما في مدينة القدس والحواضر الكبرى الفلســطينية، وذلك في ســياقات المشــروع الصهيوني الهادف إلى محو هوية فلسطين وتاريخها العربي اإلسالمي والمسيحي الُمُمتد عميًقًا في جذورها وتربتها. نظًرًا لغياب وثائق ومراجع ودراســات عن موضوع تفويت الكنيســة األرثوذكســية أوقافها في فلســطين لالحتالل اإلسرائيلي الذي يكشف أحياًنًا عن الصفقات السرية بين الطرفين؛ فإن هذه الورقة اعتمدت بشــكل رئيس على المتابعة اليومية لمجريات السياسة اإلسرائيلية تجاه األوقاف األرثوذكسية، وعلى كل ما ُنُشَر من معطيات قليلة بهذا الشــأن من مصادر فلسطينية رسمية وشــعبية، ومصادر من الكنيسة الوطنية في فلسطين، وعلى مواقف رعايا الكنيسة العرب من تصرفات إدارة الكنيسة، المرفوضة وطنًّيًا ودينًّيًا وروحًّيًا، وعلى رأسهم المطران عطا الله حنا، وأي ًضًا مواقف رموز عربية فلسطينية من رعايا الكنيسة األرثوذكسية، ممن تم اللقاء والحوار معهم في التفاصيل الحساسة غير المعلنة، حيث تبدو الصفقات منذ فترة بين متنفذين في شؤون الكنائس ومتسلطين عليها وأغلبهم يونانيون وليسوا فلسطينيين أو عرًبًا في األصل. لذلك كان االعتماد في بناء الدراسة، في جزء مهم منه، على تلك اللقاءات. األوقاف األرثوذكسية قضية كل الشعب الفلسطيني ُتُع ُّد قضية الكنيســة األرثوذكسية وأمالكها الوقفية في القدس وعموم أرض فلسطين التاريخية؛ من القضايا الوطنية الفلســطينية والقومية العربية الساخنة؛ إذ تتعرض تلك األوقاف لهجمة مســتعرة؛ لالستيالء عليها من طرف سلطات االحتالل اإلسرائيلي؛ السيما في ظل األنباء التي تتحدث بين الحين واآلخر عن بيع تلك األوقاف. إ َّن قضية األوقاف المسيحية واإلسالمية في فلسطين هي قضية أرض وهوية؛ لذا فإن قضية بيع أراضي األوقاف األرثوذكســية في فلســطين، ومحاوالت إسرائيل الحثيثة لالستيالء عليها، هي قضية وطنية عامة تهم كل الشعب العربي الفلسطيني على امتداد
Made with FlippingBook Online newsletter