| 230
أرض فلســطين التاريخية، وهذ ما أ َّكََدَه رئيس أســاقفة سبســطية للروم األرثوذكس؛ المطــران عطــا الله حنا، غير مرة، وأمام زوار ومصلين ورجال دين أرثوذكس؛ حين الصمود والبقاء في " دعا المســيحيين من أبناء فلســطين في األراضي المقدسة إلى: المسيحي الفلسطيني " ، مؤكًدًا أ َّنَ: " هذه األرض والدفاع عن المقدســات واألوقاف كشقيقه الُمُسلم، مدعو إلى أن يبقى ويصمد في وطنه رغم كل الظروف، وأن يسهم . وردد المطران عطا الله حنا في عظته قوله: " في تحرير الوطن واإلنسان وبناء الدولة أن تكون مســيحًّيًا فلســطينًّيًا هذا يعني أنك تنتمي إلى الكنيسة األولى التي أسسها " .) 1 ( " السيد المسيح عليه السالم إن الوجود المســيحي في القدس الُمُحتلة ُمُتجذر في التاريخ؛ ففي مدينة بيت لحم القريبة من مدينة القدس كانت والدة السيد المسيح، عليه السالم، وفي المدينة ال ُمُقدسة كانت انطالقة الدين المسيحي، وفي أرجائها شهد العالم االحتكاك التاريخي، وصواًلا إلى الزمن الذي ُأُعلَن فيه عن المسيحية ديًنًا عاًّمًا لإلمبراطورية الرومانية الواسعة في عهد اإلمبراطور قســطنطين؛ وتأكد، في فترة اإلمبراطور قســطنطين بالسماح باعتناق المسيحية لمن يرغب في ذلك والتسامح معه، لكن لم تصبح ديًنًا عاًّمًا بعُد للرعايا. م؛ حيث بدأ ببناء كنيسة القيامة، وقد أنشأ 320 فزارت أمه الملكة هيالنة القدس في قسطنطين مدينة القسطنطينية، ور َّس ََم لهم بطريرًكًا مساوًيًا لبطاركة اإلسكندرية وأنطاكية في المرتبة، وقد ُعُِرَِف أتباع هذه الكنيسة بالروم األرثوذكس، ويبدو أن أول من أطلق عليهم هذه التسمية هم المؤرخون العرب. بعد انقســام الكنيســة إلى شــرقية وغربية في القرن الحادي عشر الميالدي، صارت الكنيســة األرثوذكسية في فلســطين تتبع بطريركية القسطنطينية، لكنها حافظت على صالتها بروما، ثم أخذت الكنائس تســتقل شــيًئًا فشيًئًا؛ ألسباب دينية أو سياسية أو قومية. وقد توزع األرثوذكس على عدة كنائس؛ هي اليوم: الكنيسة اليونانية البيزنطية، واألرمنية، والسريانية، والقبطية في مصر، والحبشية في الحبشة، وهذه الكنائس جميعها ُمُمثلة اآلن في مدينة القدس وبكنيسة القيامة خصو ًصًا، لكن أتباع هذه الكنائس قليلو العدد في المدينة، عدا أتباع الكنيسة اليونانية األرثوذكسية؛ التي ُيُعَر َُف أتباعها باسم: الروم األرثوذكس، ويتبعها معظم مســيحيي فلسطين؛ وهي كنيسة ُمُستقلة تنتمي إلى الكنائــس البيزنطيــة؛ التي تتكلم اللغة اليونانية، والتي تعود صيغة الصلوات فيها إلى تقاليد بيزنطية، وقد كانت ُتُعَر َُف في الماضي باســم: الكنيســة الملكية، وكان أتباعها
Made with FlippingBook Online newsletter