العدد 23– أغسطس/آب 2024

| 260

أن االحتالل ال يفِّرِق في استهدافه بين المك ِّوِنين اإلسالمي أو المسيحي اللذين ينبغي أن يتوحدا ويقفا في خندق واحد، ألنهما في مرمى االستهداف عينه، داعًيًا المسيحيين مهد المســيحية ومكان ميالد الســيد " في القدس للصمود فيها وعدم هجرها، ألنها هناك استهداف للحضور المسيحي في مدينة القدس، " عليه السالم. وأكد: " المسيح وهذا ليس وليد الساعة، فمنذ أن تم احتالل المدينة تستهدف المؤسسات واألوقاف المســيحية فيها، وقد وصلت ذروة االستهداف بتخطيط المستوطنين لالستيالء على أوقافنا األرثوذكسية العريقة، في باب الخليل والطريق المؤدي إلى الكنائس واألديرة وأحياء البلدة القديمة. ولم يبق داخل األســوار إال أربعة آالف مســيحي، ويمكن أن يتضاءل العدد أكثر إذا تم االستيالء على عقارات باب الخليل. من يستهدف األوقاف المســيحية هو ذاته الذي استهدف األوقاف اإلسالمية التي ُسُرقت من أصحابها منذ ، وذروة التعديات هي ما يحدث اليوم في المسجد األقصى المبارك من 1948 العام اقتحامات هدفها األكبر تدميــر األقصى إلحالل هيكلهم المزعوم مكانه، وباعتبارنا، مســلمين ومســيحيين، قضيتنا واحدة وعدونا واحد وإن تعددت األنماط واألساليب نحن نعتقد أنه في الوقت المناسب " . وختم المطران: " المســتخدمة في استهدافه لنا ســتعود كل العقارات التي ســرقت في الماضي، ال أقول: ُسُِّرّبت؛ ألن من سرق ال . " يحق له ذلك وخالصة القول، ُتُعد قضية الكنيسة األرثوذكسية في القدس من القضايا الوطنية والقومية الفلسطينية الســاخنة؛ فمدينة القدس وعموم األوقاف المسيحية العربية األرثوذكسية في دائرة االســتهداف اإلســرائيلي، وكذلك كل األوقاف اإلسالمية في سياق تهويد المدينة وعموم فلســطين. فدولة االحتالل تتبع أســاليب التحايل ليتم التسريب إلى شركات وهمية، فالمسألة وطنية سياسية بامتياز؛ ألن المؤسسات اإلسرائيلية بأذرعها المختلفة، خاصة القضاء تدعم االســتيالء على العقارات الوقفية. إن ما تتعرض له األوقاف المسيحية في فلسطين مشكلة احتالل بتواطؤ كنسي وصمت دولي.

Made with FlippingBook Online newsletter