العدد 23– أغسطس/آب 2024

| 30

اربًعًا: نظرة مستقبلية إن تحليل القدرات السيبرانية األميركية والصينية والتنافس بينهما يش ِّكِل جزًءًا حيوًّيًا من المشهد الدولي الحديث؛ إذ يتسارع التطور التكنولوجي في مجال الفضاء السيبراني، ممــا يعكس تأثيره في عنصري القوة واألمن الوطنيين. فالواليات المتحدة األميركية تمتلــك اليوم قوة ســيبرانية هائلة، مدعومة باالبتكار التكنولوجي واإلســتراتيجيات السيبرانية الدفاعية والهجومية. بينما تعزز الصين بشكل متزايد من قدراتها السيبرانية، وتعدل إســتراتيجياتها العسكرية لتشمل األبعاد الرقمية، فالقطاع التكنولوجي الصيني ا على هذه القدرة يشهد تقدًمًا سريًعًا، وُيُعد تحديث التشريعات وتعزيز االبتكار دلياًل في تحقيق تفوق سيبراني عالمي ومنافس للواليات المتحدة األميركية. ) إلى أن IISS بهذا الســياق، خلص تقرير للمعهد الدولي للدراســات اإلستراتيجية ( الواليات المتحدة تقف بمفردها اليوم باعتبارها القوة السيبرانية الوحيدة من الدرجة سـًا نظيًرًا ذا قدرة عالية على مدى � األولى في العالم، لكن الصين ســوف تبرز مناف ). ويشــير التقرير إلى أن الهيمنة على الفضاء السيبراني كانت هدًفًا 47 العقد المقبل( إنها الدولة الوحيدة التي لها " إســتراتيجًّيًا للواليات المتحدة منذ منتصف التسعينات بصمة عالمية ثقيلة في االســتخدامات المدنية والعســكرية للفضاء الســيبراني، على الرغم من أنها ترى نفســها اآلن مهددة بشــكل خطير من قبل الصين وحتى روســيا . " في هذا المجال تحمل المنافســة بين القوى العظمى في الفضــاء اإللكتروني بين الواليات المتحدة والصين أهمية إستراتيجية هائلة لكال البلدين. الهدف األساسي لواشنطن وبكين في هذه المنافسة هو استخدام التفوق في القدرات السيبرانية لصالحهما الجيوسياسي. إن القدرة السيبرانية األساسية هي القوة التكنولوجية المتراكمة ألي بلد في رقائق أشباه الموصالت، وأنظمة تشــغيل الكمبيوتــر، وأدوات أتمتة التصميم اإللكتروني، والتي تمهد الطريق للحوسبة عالية األداء، والذكاء االصطناعي، والجيل القادم من شبكات اإلنترنت واالتصاالت المتنقلة. ولهــذا الســبب، فإن تصاعــد التنافس بين القوى العظمى بيــن أميركا والصين، من الحــرب التجاريــة إلى الحرب التكنولوجية، تركز على المنافســة في تلك التقنيات

Made with FlippingBook Online newsletter