العدد 23– أغسطس/آب 2024

43 |

مقدمة في التفسير، أي إنها ال تف ِّسِر " الجزئية " تتميز النظرية في العلوم االجتماعية، بخاصية الظاهرة االجتماعية بشــكل كلي، ونضطر، كباحثين، إلى االســتعانة بنظريات أخرى لتفســير الجوانــب التي تعجز عنهــا النظرية التي نعتمد عليها، كنظرية رئيســية، في بحوثنا. خبرت ذلك قبل تســع ســنوات، عندما كنت طالبة دكتوراه، بعد انتهائي من ؛ " السوسيولوجيا السياسية " الدراسات الميدانية لنيل درجة الدكتوراه، بوحدة البحث التفســير لتوصيف ما جمعته من " كلية " حيــث لم أعثر آنــذاك، على نظرية عامة، و الميدان، العتماده، كنظرية رئيســية للبحث، فاســتعنت بنظريات أخرى مك ِّمِلة بعدما اطلعت على نظريات عديدة، وقرأت مناهج عديدة، وذهبت وعدت مراًرًا بين النظرية والميدان، دون أن أعثر على ذلك التفســير الذي كنت أطمح إليه. لقد انعكس ذلك التشــظي النظري الذي تتميز به نظريات العلوم االجتماعية على البحث الذي قمت به آنذاك، وحال دون تمكني من تقديم تفســير كلي وعام. مما دفعني بعد المناقشــة، إلى االهتمام بطرق صياغة النظرية، كمشروع بحثي، واالتجاه في السنوات األخيرة، نحو التفكير في التقاليد العلمية التي نشتغل بها، وفي األدوات التي ُيُنتج بها العلم، في التفسير، والتي يقابلها قدرتها على تقديم تفسير كلي " جزئيتها " وسيما النظرية، و " كلية " للظاهــرة االجتماعيــة، دون الحاجة إلى نظريات أخرى مكملة، أي أن تكون التفسير. وهو ما ُأُقاربه في هذا المقال عبر الجمع بين البحث في النصوص النظرية، والقيام بعمل على مســتوى التفكير على ضوء ما يوجد في هذه النصوص من أجل النظرية في التفسير. " جزئية " طرح بعض الحلول والمقترحات لـ كانت قد تبلورت لد َّي هذه الفكرة في األصل، خالل مرحلة التأطير العلمي الرصين والمعمــق لألســتاذ المشــرف على أطروحة الدكتوراه، األســتاذ عبــد الحي مودن ، حيــث قــرأت، باقتراح منه، نــص غليفورد غيرتز، التوصيف Abdelhay Mouden الكثيف، كما استفدت من تدوين مالحظاته، خالل اللقاءات العلمية، وأخص بالذكر، مالحظته في ورشــة عمل منهجية للدكتــوراه، بمركز جاك بيرك للعلوم االجتماعية، عندما نحصل على النتائج الميدانية، ماذا " ، حيث كانت مالحظته 2013 فــي خريف . يضاف إلى ذلك، قراءتي المتكررة للنظرية العامة في " نفعل بها؟ نصوغ إطاًرًا نظرًّيًا

Made with FlippingBook Online newsletter