| 44
، واعتمادها من حيث المنهج (النهج Raymond Boudon العقالنيــة لريمون بودون )، في األطروحة، ثم قراءتي لمقال دافيد سنو La méthode compréhensive التفهمي ، وكان آنذاك طالب دكتوراه، حيث تمكن من صياغة نظرية انطالًقًا من David Snow دراساته الميدانية. ولم أكن آنذاك، وأنا طالبة دكتوراه، أومن باعتماد خلفية نظرية في الدراسات الميدانية، بقدر ما كنت أرى أهمية االنطالق مباشرة، من توصيف الميدان دون االســتناد إلى أية خلفية نظريــة، مع االنفتاح على التخصصات األخرى. كانت -وال تــزال- أغلب التقاليد العلمية، تحــول دون ذلك، وهو أمر محبط، وأقصد ما نجده في أغلب مناهج البحث، حيث اعتمدت على نص غيرتز، التوصيف الكثيف؛ إذ يعتبــر أنــه ال يمكن توصيف مجتمع بحث مــا دون االنطالق من خلفيات نظرية سابقة، حيث ال يمكن للباحثين إنتاج نظريات جديدة عند كل دراسة، ولم أكن حينها على علم بالنظرية المجذرة. وقبل ســنتين، حيث كنت أشــارك في ندوة وطنية حول الحــركات االجتماعية، بكلية اآلداب بالرباط، طرحت مداخلة لألســتاذ جمال فزة، . " نحن لســنا بحاجة إلى النظرية، بل إلى الحس التنظيري، ينبغي أن نتعلم التنظير " ومن منظوري، نحتاج في عملية التنظير إلى وضع األرضية الصحيحة، وهي التفكير في التقاليد العلمية. النظرية في التفســير. فما يمكننا مالحظته " كلية " تحــول هذه التقاليــد العلمية دون عبــر مســار العلــوم االجتماعية، ليس فقط، مــا يميزها من التشــظي النظري، كما ، في كتابــه أبحاث في النظرية العامة في Raymond Boudon ذكــره ريمون بودون العقالنية، معتبًرًا العلوم االجتماعية اليوم تتميز بافتقادها إلى إطار نظري عام يفسر كل الظواهر االجتماعية، باستثناء نظرية االختيار العقالني، والنظرية العامة في العقالنية، التفســير، بالنســبة " كلية " وإنمــا مــا يميزها من عجز النظرية الواحدة عن أن تكون للظاهــرة الواحدة، بســبب ضعف تكاملها مع باقــي التخصصات. لقد حال ضعف في التفسير، عبر صياغة نظرية عامة " الكلية " االهتمام بالنظرية دون اكتسابها خاصية تفســر الظاهرة بشــكل كلي ومتكامل، عن طريق تجاوز التخصص. لذلك، أستعين ، التي تم ابتكارها Jesse Hauk Shara باإلبســتمولوجيا االجتماعية لجيســي شــيرا كطريقــة جديــدة للتعامل مع المعرفة، كأحد المشــاريع القليلــة التي تحاول تجاوز التخصص في معالجة موضوع، بســبب حالتــه الفريدة، حيث ال يمكن التعامل معه عبر تخصص واحد. استناًدًا إلى هذا التصور لشيرا في المعرفة، نقصد بجزئية النظرية
Made with FlippingBook Online newsletter