العدد 23– أغسطس/آب 2024

49 |

تحليل األســباب المفســرة لعجز النظرية عن تقديم تفسير عام للظاهرة االجتماعية، ونتخذ في ذلك نموذ ًجًا، نقد أفكار عالم االجتماع، ريمون بودون، في نظريته العامة في العقالنية، عبر إبراز براديغم النظرية الذي يحول دون جعلها كلية التفسير. وتتحدد اإلشــكالية الفرعية الثانية، في البحث والتفكير حول المداخل الممكنة في النصــوص النظرية لتجاوز التخصصية، وكيفية التحرر من البراديغم. وال نقصد بهذا التجاوز إلغاء التخصصية، باعتبار أنها تقدم نظرة معمقة في التفسير؛ إذ يمكن اعتبارها األصل في التكامل بين التخصصات، وباعتبار أي ًضًا أنها تقدم نظرة معمقة في التفسير، تفيد في عملية التأليف بين التخصصات، وإنما ما نقصده هو تجاوزها على المستوى اإلجرائي، عبر إيجاد مداخل لجعل النظرية تقدم لنا تفسيًرًا كلًّيًا. فلما كانت الجزئية تقدم لنا بعًدًا واحًدًا في التفســير، فإن هذه المداخل تعيننا في فهم األبعاد األخرى، أي تقديم رؤية متكاملة في التفسير.

ثانًيًا: الفرضية الفرضية الرئيسية

للجواب على هذه اإلشكالية، نطرح فرضية نعتبر من خاللها، أنه يمكن جعل النظرية أكثر تفســيًرًا عبر تحريرها من البراديغم، شــر ًطًا أساســًّيًا للتأسيس للجماعة العلمية العابرة للتخصصات، وللتكامل السلس بين العلوم؛ إذ نفترض أن جزئية النظرية في التفســير، ُتُعزى إلى التقاليد العلمية، حيث انفصال العلوم عن الفلسفة. وعلى ضوء ذلك، نطرح فرضيتين فرعيتين: الفرضيات الفرعية الفرضية األولى: نفترض أن انفصال العلم عن الفلســفة، أعطى براديغم االنفصال، ونتــج عنــه براديغم التخصصية، كما نتج أي ًضًا عن هذا االنفصال ضعف اســتقاللية المعرفة عن البراديغم؛ حيث تتم صياغة النظرية في ظل البراديغم الذي يشــتغل في ظله المن ِّظِر، ويتخذه خلفية علمية في إنتاج نظريات أخرى. الفرضية الثانية: نفترض أن التقاليد العلمية في ظل فصل الفلسفة عن العلوم، جعلت المعرفــة غير متحررة. لهذا الســبب، تظل عاجزة عــن إنتاج أدوات جيدة، ولها قوة على مســتوى التفســير، مثل النظرية. نفترض أن الحل لتطوير النظرية هو التكامل

Made with FlippingBook Online newsletter