51 |
وهنــا تتجلــى أهمية منهجه، حيث انتقل من علــم الفيزياء إلى تاريخ العلم، وقضى مدة سنة في متحد من العلماء، يتألف في أغلبه من علماء اجتماع؛ مما جعله يواجه مشكلة الفوارق بين تلك المتحدات ومتحدات علماء الطبيعة الذين سبق أن تم تدريبه في وســطهم، ليقف على عدد واتســاع االختالفات بين علماء االجتماع والمتعلقة بطبيعة المشكالت والمناهج العلمية المشروعة. وقد جعله كل من التاريخ واالطالع الذي حصل له يشــك في مســألة أن المشــتغلين في العلوم الطبيعية يملكون أجوبة أكثر تماســ ًكًا أو أكثر ثباًتًا لتلك المســائل من زمالئهم في علم االجتماع. يعتبر كون أن االشتغال في علم الفلك وعلم الفيزياء أو الكيمياء أو علم الحياة فشل في طرح نقاشــات حول األساســيات من األمور التي غالًبًا ما تبدو اليوم محصورة في أوساط علماء الســيكولوجيا وعلماء االجتماع. وقد قادت محاولة توماس كون الكشف عن مصدر ذلك االختالف إلى أن يدرك الدور الذي يلعبه في البحث العلمي ما يسميه ، بحسب توماس كون اعتبرت هذه األخيرة، إنجازات " البراديغمات " منذ ذلك الحين علمية معترف بها عالمًّيًا حيث إنها وفرت، ولمدة من الزمن، مسائل براديغمية وحلواًلا لهذا المتحد من المشتغلين في العلم. نستعين بهذا المنهج، كخلفية في التحليل، كي نبرز تأثير البراديغم على ضعف القوة التفســيرية للنظرية، والذي يجعلها تنحاز في التفسير، وبالتالي، ال تقدم تفسيًرًا كلًّيًا. ونتخذ في ذلك نموذج النظرية العامة في العقالنية، لعالم االجتماع، ريمون بودون، عبر انتقاد أفكاره في نظريته، عبر مرحلتين: نقوم في المرحلة األولى، بتوضيح براديغم النظرية والذي يؤثر على عملية التفسير، وبعــد ذلــك، نوضح جانب الجزئية في النظرية. وهنا أعود إلى تصور توماس كون؛ س ـ ِر وإنما تؤ ِّوِل، وما يحد من القدرة التفســيرية للنظرية � حيث اعتبر أن النظرية ال تف هو البراديغم الذي يستظل به المن ِّظِر. ، أي " العابر للتخصصات " أمــا المرحلــة الثانية، فنخصصها ألهمية المتحد العلمــي االلتقائية بين العلوم، في تجاوز الجزئية في التفسير والحصول على تفسير متكامل. فــي هذا الســياق، نقوم بنقد التقاليد العلمية، المتمثلة فــي الجزئية والمظلة الفكرية للنظريــة العامة في العقالنية. وأقترح التكامل بين العلوم، والتحرر من البراديغم عبر االســتعانة بالعلم العقلي (إذغار موران) وعلم النفس االجتماعي (غوستاف لوبون)،
Made with FlippingBook Online newsletter