العدد 23– أغسطس/آب 2024

| 52

واجتهــادات توماس كون، إلى جانب النظرية المجــذرة كحلول لجزئية النظرية في التفسير. اربًعًا: أهداف البحث ƒ نلقــي، عبر هذا المقــال، نقطة في محيط البحث العلمــي، نطمح من خاللها، إلى تحقيق التراكم، عبر مقاالت أخرى، تهدف، بشــكل أساســي، إلى إبراز ما يعيق المعرفة ويحد من تطورها، وسيما أدوات إنتاجها؛ حيث نحتاج إلى تعزيز التراكمــات مــن أجل التفكير في الطريقة التي يُنتج بها العلم، وســيما النظرية. وإذ نركز على هذا الجزء البسيط، وهو إبراز أسباب عجز النظرية عن أن تكون كلية التفســير، والبحث عن حلــول لجعلها كذلك، فمن وجهة نظرنا، ال يمكن االرتقاء بالنظرية في ظل ما يعيق المعرفة ويجعلها محدودة، ونقصد بذلك التقاليد العلمية، لذلك نحتاج إلى مراجعتها، من أجل تطوير القوة التفسيرية للنظرية. * من أجل تحقيق الهدف الســابق، نحتاج إلــى االرتقاء بالبحث العلمي من مجرد االكتفــاء بالقيام بوظيفة البحث فحســب، إلى اقتراح حلول لبعض المشــاكل التي تطرحهــا اآلليات التي ُيُنتج بها العلم، والنقص الذي يمكن أن تحمله جزئية النظرية في التفســير. وهو ما يمكن أن تقوم به فلســفة العلوم، وعلم اجتماع العلوم، حتى يتسنى لنا الحصول على المعرفة الصحيحة، المتحررة من التقاليد العلمية من جهة، والنابضــة بروح التكامل بيــن التخصصات من جهة أخرى. وبالتالي، فمن منظورنا، النظريــة الجيدة، التي تقدم المعرفــة الصحيحة، أي النظرية المتحررة من البراديغم، والمتجاوزة للحدود المعرفية للتخصصات، هي التي بوسعها أن تكون كلية التفسير. ا لتعزيز القوة التفسيرية للنظرية، العتبارين: ونقترح تجاوز الحدود المعرفية مدخاًل االعتبار األول: يعتبر بودون في النظرية العامة في العقالنية، أنه ال يمكن فقط تفسير السلوك البشري بالحتميات االجتماعية وبالعقالنية، وإنما انطالًقًا من العلوم العصبية، ويتساءل: هل من المشروع قيام برنامج لتفسير السلوك اإلنساني يفرض استقالليته عن العلوم العصبية؟ وهو ما يبين أهمية التكامل بين العلوم، وفيه اعتراف للسوسيولوجيا بضرورة تجاوز التخصصية. لقد تساءل بودون عما إذا كان من المشروع قيام برنامج لتفسير السلوك اإلنساني يفرض استقالليته عن العلوم العصبية، مستحضًرًا العالقات الملتبســة القائمــة بين العلوم االجتماعية والعلوم العصبيــة، وتطور العلوم العصبية.

Made with FlippingBook Online newsletter