| 60
ويسطره. والتخلي عن البراديغم أو العمل خارج مظلته يعني الحكم على الممارسة .) 32 العلمية بالتوقف( ) وانفصال العلم عن الفلسفة Disciplinarity أ. التخصصية ( تعد نتا ًجًا للبراديغم الذي يســتظل به المن ِّظِر، Disciplinarity باعتبار أن التخصصية وهي أحد عناصر العلم السوي، أي تنتمي إلى التقاليد العلمية، يمكن اعتبارها عائًقًا أمام التفسير؛ إذ يقدم التخصص نظرة جزئية، وذات بعد واحد لموضوع قد ال يجد . ) Transdisciplinarity تفسيره إال عبر مجهود يتيح تعدد التخصصات( تستند التخصصية إلى براديغم، حيث ال يسعى العلماء، في العادة، إلى ابتكار وطرح نظريات جديدة، بل إنهم يقفون في األغلب عند حدود الدفاع عن نظريات مستلهمة من البراديغم الذي يستظلون به. فالبحث الذي يمليه العلم السوي يتجه كلية صوب تعميــق المعرفة بالظواهر والنظريات التي يقدمها البراديغم ســلًفًا. على هذا النحو، تصبــح الميادين التي يرتادها العلم الســوي ضيقــة ومحصورة؛ ذلك أن هذا األخير يحصــر مجــال الرؤية حصًرًا، إال أن هذا الحصر الذي تولده الثقة في البراديغم يعد جوهرًّيًا بالنســبة لتقدم العلم؛ حيث التخصص في العلم هو شــيء أساســي للتقدم العلمي، باعتبار أنه يتيح فهم الظاهرة بدقة وعمق، لكن العلم الســوي، أي التقاليد العلمية، يتعذر عليه ذلك، باعتبار أن التقاليد العلمية تفرض على الباحث المتخصص االكتفاء باالســتناد على إطار نظري موجود مســبقا، تمت صياغته في ظل براديغم، ويوظفــه الباحــث المتخصص في تحليــل الوقائع المتعلقة بالظاهــرة ويقدم توقعا .) 33 لمستقبلها( نستنتج بحسب ريمون بودون، النظرية العامة في العقالنية، أن التخصصية تشكل عائًقًا أمام التفسير. يؤكد بودون أن قسًمًا كبيًرًا من أسباب ضياع هوية العلوم االجتماعية، يكمن في ســهولة تبيننا، من خالل ما نشــأ عنها من حركات فكرية، وجهات نظر ، في السلوك اإلنساني يستحيل على أي منها أن تطمح إلى particularistes تخصصية ). لقد رأى بودون أن الحل يكمن في التكامل بين العلوم، 34 تقديم إطار نظري عام( معتبًرًا أنه من شــأن بعض البراديغمات المحددة بدقة أن ُتُســهم في تفسير الظاهرات االجتماعية، وهي السوســيوبيولوجيا والعلــوم العصبية، من ناحية علوم الحياة. وأن تحديد علل السلوك اإلنساني ال يكون باعتماد إجراءات مختلفة عن تلك التي تعيننا .) 35 على تحديد علل الظاهرات الطبيعية(
Made with FlippingBook Online newsletter