63 |
داخل الثقافة نفسها. ليستدرك: إن هناك تصورات متعارضة كما في المادية والروحانية ال تخضــع فقط لبراديغمين متحاربين، وهذان البراديغمــان المتحاربان، هما فرعان لبراديغم يحتويهما، وهو البراديغم الكبير للغرب. بحســب موران، يجب أي ًضًا النظر في البراديغمات الرئيســية الكبرى: فهي تســيطر على الفضــاء العقلي والثقافي في ). وهكذا يتنافس عالمان 47 عصر ما، ويتعلقان أي ًضًا بالنســيج االجتماعي التحتــي( على مجتمعاتنا وحيواتنا، إنهما يتقاسمان الحيز، ولكن الواحد منهما يستبعد اآلخر، فال يستطيع أحدهما أن يكون إيجابًّيًا، إال إذا أصبح الثاني سلبًّيًا، وال يستطيع هذا أن يكون حقيقًّيًا إال إذا دفع باآلخر إلى الوهم. بحســب موران، إن الحياة اليومية لكل ) مما يجعل من البراديغم الفاصل أحد 48 نـ َا محددة بالبراديغم الكبير ومتأثرة بــه( � م المعيقــات أمام المعرفة العلمية المتحررة مــن المعرفة العادية. إن العقدة الغوردية، في ح ِّد ذاتها، تعِّبِر عن التواصل وعدم االنقطاع بين المعرفة العادية والمعرفة العلمية. المحور الثاني: الجزئية واالنحياز في التفسير- نقد لبعض أفكار ريمون بودون ، " االنحياز في التفســير " و " الجزئية " تــؤدي التخصصية في العلــوم االجتماعية إلى بحكم أنها ال تأخذ بعين االعتبار التكامل بين العلوم. لتوضيح ذلك، نتخذ نموذًجًا، النظرية العامة في العقالنية، وهي أحدث نظريات العلوم االجتماعية التي تفسر السلوك العمل االجتماعي يخضع للمعتقدات، وأن " والظاهرة االجتماعية بالمعتقد، معتبرة أن المعتقدات تتأســس على أســباب ذات طابع معرفي في فكر األفراد، في حين تقدم الفلسفة، والعلم العقلي وعلم النفس االجتماعي، تفسيًرًا آخر للمعتقد. بحسب علم ، أن المعتقد " اآلراء والمعتقدات " النفس االجتماعي، أثبت جوستاف لوبون، في كتابه غير عقلي وغير إرادي، ولو كان يستند إلى العقل لتشابه عند جميع الناس. وبحسب العلم العقلي، فقد حاول إدغار موران في كتابه، المنهج، أن يستشف سمات العقل البشري المركب. النهج " ينطلــق ريمون بــودون، في نظريته العامة في العقالنية، من منهج ماكس فيبر )؛ حيث تنتمي نظريته إلى الميتانظرية، أي la méthode compréhensive ( " التفهمي نظرية ما بعد االختيار العقالني والميتا-نظرية التي هي في أســاس قيام هذا النهج، تنطلق من مسَّلَمة مؤداها أن العلة الموجبة لمعتقدات أحد األفراد تطابق المعنى الذي تتخذه هذه المعتقدات في نظره، لذلك تعَّيَن على عالم االجتماع الذي يتوخى تفسير
Made with FlippingBook Online newsletter