| 64
اعتنــاق فئة من األشــخاص معتقًدًا من دون ســواه، أن يبِّيِن فــي نظر فيبر، أن هذا المعتقد، يعني ما يعنيه، بالنســبة إلى هؤالء األشــخاص. وهذه هي الميتانظرية التي .) 49 أطلق عليها ريمون بودون في كتابه، اسم النظرية العامة في العقالنية( ، ألنه على غرار كل من يجد نفسه في y أو يعتقد بـ x بحسب بودون، المرء يفعل .) y ( 50 أو االعتقاد بـ x الموقف ذاته، يدرك بقوة األســباب التي تهيب به إلى فعل في هذا الســياق، يؤمن بودون أن السوســيولوجيا ال تؤتي ثمارها المرجوة إال متى تسَّنَى لها أن تعزو ظواهر المجتمع األكثر ال عقالنية في الظاهر، إلى تصرفات فردية عقالنية، وأن الفردية والفكر الحر يفترضان، بالدرجة األولى، كائًنًا إنســانًّيًا مســتقا ًّلا يتمتع بحس ســليم، ولم يجد بودون أفضل من هذه المقولة األخيرة ركيزة يرســي .) 51 عليها نظريته العامة في العقالنية( نقــوم في هذا الجــزء من هذه المقالة، بنقد أفكار ريمون بــودون، إلبراز الجوانب المتعلقة بجزئية نظريته في التفسير، بالنظر إلى اإلطار المعرفي بشكل عام، واإلطار المعرفي الذي تنتمي إليه، وضعف تكاملها مع باقي العلوم. في هذا الســياق، يعتبر بــودون أنه ال يســعنا أن نحكم بصحة أي نظريــة إال إذا قارَّنَاها بما توافر لدينا من ). وهو ما يدفعنا إلى التســاؤل: إلى أي حد يمكن الجزم بأن 52 نظريات منافســة( نظرية ما هي نظرية جيدة، أي إنها تقدم المعرفة الصحيحة خارج إطار التكامل بين المعارف؟ يمكن الجزم بأن الضوابط الوحيدة التي تســمح بتصور أن نظرية ما تقدم المعرفة الصحيحة، في ظل هيمنة التقاليد العلمية، هي االلتزام بالعلم الســوي، أي االلتزام بالتقاليد العلمية التي تكرس حدود النظرية في التفســير. بحســب الدراسات البينيــة، يمكن أن نحصل على المعرفــة الصحيحة عبر تعدد التخصصات، في حين أن نظريــة بودون ال تأخذ بعين االعتبار بينية التخصصات. كما أن المعرفة متجاوزة ). في هذا السياق أنتقد 53 بطبيعتها للحدود التخصصية، لتصل إلى تعدد التخصصات( بعض أفكار بودون ذات الصلة بهذا الجانب. ونكتفي بتحديد أربعة أفكار رئيسية: الفكرة األولى: مدى عامية النظرية في ظل سلطة البراديغم الفكرة الثانية: ضعف التكامل بين العلوم في النظرية يحد من كلية النظرية في التفسير
الفكرة الثالثة: ال تفسر النظرية الحاالت غير العادية الفكرة الرابعة: تفسير المعتقدات على أساس أنها واعية
Made with FlippingBook Online newsletter