| 66
والبعيد، لكن ال أحد يجازف بالقول: إن األفكار العلمية الخاطئة التي سجلها تاريخ العلوم تم اقتراحها وتبنيها من قبل العلماء بتأثيرات من علل ال عقالنية. إن العلماء يعتقــدون بأمور ســيتبين خطؤها الحًقًا إما بفعل النقــد أو بفعل عوامل جديدة، إال أن لديهــم أســباًبًا وجيهة لالعتقــاد بها، نظًرًا إلى اإلطار المعرفــي الذي يتحددون .) 55 ضمنه( )؛ إذ 56 في هذا الســياق، بنى بودون هذه النظرية ضمن منظــور الفردانية المنهجية( تنتمــي نظريته إلى البراديغم الكبير للغرب، وتتحدد شــأن نظرية االختيار العقالني، ضمــن منظــور الفردانية المنهجية. ينطلق بودون في النظرية العامة في العقالنية، من نقــد نظرية االختيار العقالني، مفتر ًضًــا أن إخفاق العلوم االجتماعية المعاصرة، في محاولــة إنشــاء إطار عام قابل ألن يضمن لهــا الهوية والخصب، عائد إلى ارتباطها بنظرية في السلوك اإلنساني قابلة للجدل، وبتصور ضيق للعقالنية؛ مما يحكم عليها ). يعتبر بودون أن البرنامج الفرداني 57 بتقديم تفسيرات هشة للظاهرات االجتماعية( ا كل ما أعدته العلوم المنســجم مع نظرية منفتحة في العقالنية، يفوق خصًبًا وشمواًل االجتماعية من برامج، بحســب بودون، هو البرنامج الوحيد الذي يمكنه المجاهرة .) 58 بإدراكه مرتبة من الشمول( يتحدد البراديغم الثاني، الذي بنى عليه بودون نظريته، في الميكروســكوبية؛ إذ يعتبر بودون أنه وحدها السوســيولوجيا المبنية على طروحات ميكرو-سوسيولوجية متينة ). من فضائل النظرية العامة 59 تستطيع أن تقدم تفسيًرًا مقنًعًا للظواهر الماكروسكوبية( في العقالنية هي أنها تسمح بمعالجة مسألة العالقة المحورية بوضوح تام بين منطق التصرفات الفردية وما تحدثه من تأثيرات ماكروســكوبية ويعتبرها بودون توفر إطاًرًا .) 60 للتفكير ويعتبرها ُأ ُُّس العلوم االجتماعية( الفكرة الثانية: أي ًضًا، باعتبار أنها تستند على براديغم التخصصية، تقدم نظرية بودون تفســيًرًا جزئًّيًا للســلوك والمعتقد، بسبب ضعف انفتاحها على تخصصي علم النفس عـ ًا إدراكًّيًا في ذهن األفراد، � االجتماعــي والفلســفة، معتبرة أن المعتقدات تتخذ طاب وأنهم قادرون معرفًّيًا على إدراك هذه األسباب، وأن النظرية الجيدة هي التي تجعل هذه األسباب مفهومة عند األفراد المعنيين. فرغم أن بودون يحث على التكامل بين الضيقة. إن نظرية بودون، بحكم " التخصصية " العلوم، غير أنه يستند في نظريته على
Made with FlippingBook Online newsletter