العدد 23– أغسطس/آب 2024

67 |

اندراجها في إطار براديغم التخصصية، فإنها غير كلية التفسير، أي إنها ال تفسر كل الظواهر، وبالتالي، ال يمكن نعتها بالعامة. الفكرة الثالثة: ال تفسر النظرية الحاالت غير العادية ال تهتم هذه النظرية ســوى بالظاهرة االجتماعية في الحاالت العادية، وال تشــملها في حد ذاتها، في حين ال تفسر الحاالت الشاذة وغير العادية، كما أن نفس التفسير الذي نجده في تخصص معين، يتكرر في تخصص آخر بصيغة أخرى أو باسم آخر، مثل نظرية التنافر المعرفي في علم النفس االجتماعي التي يقابلها التنافس بين إطارين تأويليين في سوسيولوجيا الحركات االجتماعية: − ): بدأت نظرية التنافر بتصور أن عناصر المعرفة يمكن أن 61 حالة التنافر المعرفي( تكون ذات صلة أو غير ذات صلة مع بعضها البعض. إذا كانت هناك معرفتان ذات صلة ببعضهما البعض، فإنهما إما منسجمة أو متنافرة. تكون معرفتان متسقتين إذا كانت أحدهما تتبع األخرى، وتكونان متنافرتين إذا كان الوجه المعاكس لمعرفة واحدة يتبع اآلخر. وجود تنافر، يكون غير مريح نفســيًّا، ويحفز الفرد لتخفيض .) 62 التنافر( يمكن تقليل التنافر عن طريق إزالة اإلدراك المتنافر، وإضافة اتســاق معرفي جديد، مما يقلل من أهمية اإلدراك المتناقض، أو زيادة أهمية االتساق المعرفي. ســوف يتغير اإلدراك لتقليــل التنافر الذي تحدده المقاومة لتغيير اإلدراك. ســيتغير اإلدراك األقــل مقاومة للتغيير بســهولة أكبر من اإلدراك األكثــر مقاومة للتغيير؛ إذ تســتند مقاومة التغيير إلى اســتجابة اإلدراك للواقع ومدى توافق اإلدراك مع العديد مــن اإلدراكات األخــرى. كما تعتمد مقاومة تغيير العنصر المعرفي الســلوكي على مــدى األلــم أو الخســارة التي يجب تحملها والرضا الذي يتــم الحصول عليه من .) 63 السلوك( إن نظرية بودون ال تهتم بتفسير الظواهر االجتماعية وسلوكيات األفراد والجماعات في حاالت التنافر المعرفي، وال تأخذ بعين االعتبار إذا ما كانوا في حالة تنافر. أمــا الحالــة الثانية والتي تعجــز عن تفســيرها نظرية بودون، فهي مســار الظاهرة االجتماعية في حالة التنافس بين إطارين تأويليين متنافســين، وهي تتقارب مع حالة

Made with FlippingBook Online newsletter