العدد 23– أغسطس/آب 2024

| 68

التنافــر المعرفي؛ حيث عندما يظهر إطار تأويلي منافس للمعتقد الرئيســي في ذهن األفراد، فإنهم يتراجعون عن سلوكياتهم. وهو ما يفسر تراجع الحركات االجتماعية. إن نظرية بودون لتقدم لنا فكرة حول ذلك. − التنافس بين إطارين تأويليين. ال تقدم لنا نظرية بودون فكرة حول تراجع ظاهرة االحتجاجات بســبب ظهور إطار تأويلي منافــس لإلطار الذي أدى إلى اندالع الحركة؛ حيث إذا اســتندنا إلى النظرية، فإننا نكتفي بتفســيرها بمعتقدات األفراد فــي الحاالت العاديــة، عندما يكونون في حالة اتســاق معرفي، لكنها ال تعطنا فكــرة عندما يظهر إطار تأويلي منافس. وهو جانب تفســيري لتراجع الحركات االجتماعية قدمه كل من دافيد ســنو وروبيرت بنفور، معتبرين أنه يمكن تفســير زوال دورات االحتجــاج، جزئيًّــا، بظهور األطر التأويلية التي تتحدى أو تتنافس مع األطر الرئيســية للحركة؛ إذ إن النقاشــات التي تترتــب على ذلك، ووجود اإلطارات المنافســة في حد ذاته، يمكنهم خلخلة القوة المعبئة لإلطار الرئيســي ، ويمكن لبروز اإلطارات التأويلية المتنافسة أن يشير إلى mobilizing potency جوانب الضعف والالعالقة في إرساء اإلطار التأويلي الرئيسي، وبالتالي، تحدي صداه وجعله واهنًا بشكل متزايد، كما يمكن لألطر الرئيسية الموجودة أن تفقد )، ومن alternative framings أهميتها التفسيرية نظرًا النتشار التأطيرات البديلة ( هنا، تبدأ القوة التعبوية لإلطار الرئيسي في التبدد، وتبدأ الدورة االحتجاجية التي .) 64 يرتبط معها، في التراجع( الفكرة الرابعة: تفسير المعتقدات على أساس أنها واعية يقول بودون: إن النظرية العامة في العقالنية تتيح تفسير الظواهر االجتماعية األساسية، مثل المعتقد والرأي، تفســيًرًا يبتعد بها عن الالعقالنية التي تطبع تفســيرات أخرى شــائعة وغيــر مقنعة، تجعل من هــذه الظواهر نتيجة حتميات سوســيو-ثقافية. إنها ضرورية ال لتفســير المعتقدات وحســب، بل األفعال أي ًضًا، ما دام كل فعل ينطوي ). في ذات السياق، يرى بودون أن تفسير العمل يكون انطالًقًا من 65 على معتقدات( المعنى الذي يتخذه في نظر فاعله، أي إن نظريته تفترض، بتعبير آخر، تأسيســه في .) 66 ذهن الفرد على مجموعة أسباب يراها هذا األخير صحيحة( ا يمكن تفسير المعتقدات تفسيًرًا ينأى بها عن الالعقالنية؟ هل فعاًل

Made with FlippingBook Online newsletter