العدد 23– أغسطس/آب 2024

| 82

3 . يشكل انفصال العلم عن الفلسفة أهم عامل لضعف تحرر المعرفة من البراديغم، وضعــف التكامل بين التخصصات، وبالتالي، التأثيــر على أدوات إنتاج العلم، وأهمها جزئية النظرية في التفسير. يمكننا استنتاج أن انفصال العلم عن الفلسفة هو ذلك الداء الذي يُضعف من صحة المعرفة، ويحول دون إحيائها وتحررها. ففي الوقت الذي يقدم العلم المنفصل عن الفلسفة معرفة غير مستقلة ونظريات ، تقدم الفلســفة المرتبطة بالعلوم رؤية عامة فوقية، " جزئية التفســير " و " منحازة " يمكنها أن تعزز من شــأن القدرة التفســيرية. إن أهم مظهر لداء انفصال العلم عن الفلسفة هو التشظي النظري داخل التخصص الواحد، والشروخ الكبيرة في تفسير الظواهر بين التخصصات المختلفة. 4 . في ظل البراديغم، تضعف قدرة النظرية على التفســير؛ إذ تقدم رؤية انطالقًا من البراديغم الذي يستظل به المنظِّر. إلى جانب هذه االســتنتاجات األولية، نســتنتج كذلك، وبشكل أولي، بعض الحلول لتعزيز القدرة التفسيرية للنظرية: ُيُفتــرض في صياغتهــا، تحريرها من البراديغم، والتأســيس للجماعة العلمية العابرة للتخصصــات، إلى جانب عزل المعرفة العلمية عــن البراديغم االجتماعي، وإعطاء أهمية للفلســفة تعوي ًضًا عن البراديغم، وربط الفلسفة بالعلوم، وتعزيز فلسفة العلوم، والتفكير في كل العوامل االقتصادية والسياسية واالجتماعية التي ُيُنتج في ظلها العلم، أي إعطــاء أهمية لعلم اجتماع العلوم. وعلى غرار التأســيس لهذه الحقول العلمية، يمكن التأسيس للجماعة العلمية العابرة للتخصصات، والتي يمكن اعتبارها المؤسسة التي يمكنها أن تعترف وُتُحكم قيمة وشــأن نظرية ما، مع توســيع النقاش حول هذه النظريــة، عبر طرحها للنقــاش العمومي في الفضاء العلمي، عبــر الندوات واأليام الدراسية، وفرق البحث...إلخ، من أجل تجويدها، عبر تعزيز جوانب النقص فيها. اقتراح إدراج تخصصات تهتم بطرق إنتاج المعرفة الصحيحة داخل الجامعات، مثل ، يمكنه أن يبحث في " علم تعدد التخصصات " التأســيس لحقل علمي يحمل اســم الطرق الممكنة حول دمج العلوم، وكيفية االستفادة منها. إلى جانب تجديد التقاليد العلمية داخل الجامعات، وفرق البحث، وسيما تلك المتعلقة بطرق إنتاج النظريات، عبر االهتمام بالنظرية المجذرة منهًجًا.

Made with FlippingBook Online newsletter