95 |
مقدمة اعتمدت أدبيات دراســة الفعل االحتجاجي، والممارســة االحتجاجية بشــكل عام، علــى مجموعة من المداخل النظرية والتحليلية، كشــفت من خاللها على مجموعة من النماذج والبراديغمات التي يمكن على ضوئها تفسير الفعل االحتجاجي. ويمكن التمييز في هذا الصدد بين النظريات الكالسيكية لالحتجاج التي تتفرع إلى اتجاهات ومدارس متمايزة كالمدرسة الماركسية من خالل أطروحة الصراع الطبقي، والمدرسة البنائية الوظيفية من خالل مقترب الحرمان النسبي، الذي يركز في تفسيره لالحتجاج على مؤشــرين أساســيين، أولهما نفسي، يعزي االحتجاج إلى الحرمان النسبي الذي يختزل كل مشاعر الكبت والحقد واآلمال في نفس المحتج، أما المؤشر الثاني فيتمثل في قابلية الســلوك اإلنساني للعنف -وُيُعد تيد روبيرت غير أحد رواد هذا المقترب النفسي االجتماعي- والنظريات أو النماذج الجديدة في تفسير الحركات االجتماعية، سـًا بسوسيولوجيا الحركات االجتماعية التي تقدم نفسها كتخصص � والتي ترتبط أسا معرفــي يهتم بالتغيير االجتماعي. ويمكن أن نذكر هنا بعض هذه النظريات، كنظرية تعبئة الموارد التي تبحث في تشــكل الحركات االحتجاجية وآليات تدبيرها بواســطة الموارد االقتصادية والسياســية والتواصلية التي تتوافر لألفراد والجماعات المنخرطة في الفعل االحتجاجي مع القدرة على اســتعمال هذه الموارد، ومن من ِّظِريها: جون مكارتي ومايير زالد. ونظرية الفرص السياسية، التي يرى أصحابها أن نجاح أي حركة احتجاجية يعتمد على مدى التقاطها للفرص السياسية التي تتيحها القنوات الداخلية ) ودوك Peter Eisinger والخارجية من أجل تحقيق مطالب الحركة، ويعد بيتر سنغر ( David )، من أهم روادها. ونظرية التأطير لديفيد ســينو( Doug McAdam ماك آدم ( )، التي تربــط الفعل االحتجاجي William Gamson )، وويليــام جامســون ( Snow بالقدرة على إعطاء معان ودالالت وخلق إطارات تســِّهِل عملية التعبئة الســتثمار الحدث. وبراديغم الفعل/الهوية، ومن أصحاب هذا النموذج التفســيري نجد ألبرتو ). ويذهب أصحاب Sidney Tarrow )، وسيدني تارو( Alberto Melucci ميلوتشــي ( هــذه النظرية إلى أنه ينبغي فهم االحتجاجات كفعل من أجل تحصين الهوية؛ حيث يكتسي الصراع الطبقي طابًعًا اجتماعًّيًا ثقافًّيًا، وليس ذا طبيعة اجتماعية واقتصادية، ثم نظرية الحركات االجتماعية الجديدة التي تنظر للحركات االجتماعية كفعل اجتماعي
Made with FlippingBook Online newsletter