العدد 25 – فبراير/شباط 2025

103 |

مقدمة ، التي تم فيها اقتالُعُه 1948 حص ََلََت النكبة الأولى والكُُبرى للشعب الفلسطيني عام من أرضه، وتهجيره منها إلى عدة بلاد عربية وغربية، ثم ترسيخ الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولته على أنقاض الشعب الفلسطيني. كان الاحتلال مدعومًًا في ذلك الحين مــن القوى العظمى في العالم، وعلى وجه الخصوص بريطانيا والولايات المتحدة، لذلك وقعت النكبة دون قدرة الفلسطينيين على المقاومة، فلم يتمكنوا من منع مشاريع الاستيلاء على الأرض، ولذلك تركََت النكبة آثارًًا كارثية على جميع تفاصيل الحالة الفلسطينية، بما فيها التعليم، ولم تتوقف معاناة التعليم الفلسطيني عند النكبة الأولى لتُُعمق المشــكلة، وتُُفاقِِم 1967 ، بل جاءت هزيمة حرب يونيو/حزيران 1948 عــام المعاناة، بعدما هزمت إســرائيل عدة جيوش عربية في تلك الحرب، واحتلت قطاع غــزة والضفة الغربية بما فيها مدينة القدس، فضلا عن ســيناء المصرية، والجولان السورية، وفََرََض ََت بالقوة واقعًًا جديدًًا ما زالت ملامحُُه مستمرة إلى اليوم. بالتركيــز علــى القضيــة البحثية التي نســعى لمعالجتهــا، يجدر القــول إن التعليم ، ســاحة مواجهة رئيسية بين الاحتلال الإسرائيلي 1967 الفلســطيني، يُُمثل منذ عام والشــعب الفلســطيني؛ فهو يُُعتبر حجر الأســاس في الحفاظ على الهوية الوطنية، ونقــل الروايــة التاريخية الفلســطينية من جيل إلى آخر. تدرك إســرائيل، وفق إطار الاســتعمار الاستيطاني، أن التعليم يُُشــكل عنصرًًا حاسمًًا في تعزيز الوعي الوطني، وبالتالي تسعى إلى تدميره عبر سياسات ممنهجة تشمل تقييد بناء المدارس، وتشويه المناهج الدراســية، واعتقال الكوادر التعليمية. تســتهدف هذه السياسات إيجاد بيئة تعليمية معط ِِّلة تُُجبر الطلاب على التســرب المدرســي، والانخراط في سوق العمل كأيد عاملة رخيصة؛ مما يُُضعف فرصهم في بناء مجتمع متعلم ومقاوم. يُُعتبر ذلك جزءًًا من اســتراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تجهيل الفلســطينيين وتفكيك بنيتهم الثقافية، بما يضمن للاحتلال السيطرة المطلقة. تندرج الورقة في فترة زمنية تمتد لعدة أعوام تحمل مفاصل تاريخية حاسمة في تاريخ وهو الذي 1987 ، مرورًًا بعام 1967 الصراع مع الاحتلال الإســرائيلي، ابتداء بعــام ، 2000 انطلقََت فيه الانتفاضة الفلســطينية الأولى، ثم مــرورًًا بانتفاضة الأقصى عام

Made with FlippingBook Online newsletter