| 104
، والحرب الأخيرة 2023 وانتهــاء عند حدود طوفان الأقصى في الســابع من أكتوبر التي بدأت ضد قطاع غزة. توقفت الدراســة عند حدود هذه الحرب المدمرة، لأن جميع ما حصل من أضرار إلى اليوم، لا يعادل الدمار الذي وقع في حرب الإبادة الحالية 1967 للتعليم منذ عام ا بذاته، يغطي جميع أبعاد عملية ضد قطاع غزة؛ ولذلك، فهي تســتحق بحثًًا مســتقل ًّا الإبادة الثقافية والعلمية الناتجة عن هجمة عســكرية غير مســبوقة في تاريخ الشعب الفلسطيني، أدََّت إلى تدمير منهجي لمؤسسات التعليم في قطاع غزة بشكل كامل. اســتهداف الاحتلال الإســرائيلي للمؤسســات " تنطلق الورقة من فرضية مفادها أن التعليمية الفلسطينية جاء ضمن سياسة ممنهجة تتعامل مع التعليم الفلسطيني كقضية ولفحص هذه الفرضية، اســتندََت الورقة إلــى المنهج النوعي، " أمنيــة اســتراتيجية واعتمدت في جميع المعلومات على مجموعة من الوثائق التاريخية، والدراســات، والأدبيــات ذات العلاقــة، مصحوبة في ذات الوقت بعملية اســتقراء تاريخي للفترة محل الدراســة، مســتفيدة من الإحصاءات والبيانات الرسمية الصادرة عن الجهات المعنية في مجال التعليم. حري بالقول إنه تم تقسيم استهداف الاحتلال للمؤسسات التعليمية إلى ثلاث فترات زمنية، وذلك تبعًًا لخصوصية كل فترة كما ســيتضح في ثنايا الورقة. الإطار النظري للدراسة تتناول الدراســة اســتهداف الاحتلال الإسرائيلي للتعليم الفلسطيني بوصفه جزءًًا من منظومة استعمارية أوسع تهدف إلى السيطرة على الأرض والشعب عبر أدوات مادية وثقافية. ولتفســير هذه السياسات، يمكن توظيف عدد من النظريات الأكاديمية التي تُُسلط الضوء على العلاقة بين التعليم والاستعمار. ) إطارًًا Settler Colonialism في هذا الصدد، تُُقدم نظرية الاســتعمار الاســتيطاني ( لفهم طبيعة الاســتهداف الإسرائيلي للتعليم الفلسطيني. يُُشير باتريك وولف إلى أن الاستعمار الاستيطاني يسعى إلى القضاء على السكان الأصليين، ليس فقط من خلال الإبادة المادية، بل عبر تدمير المؤسســات التــي تُُعزز هويتهم الثقافية والاجتماعية. في هذا السياق، فإن تدمير المدارس الفلسطينية، وتشويه المناهج الدراسية، وفرض القيود على البنية التحتية التعليمية يُُعد جزءًًا من استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى تفريغ
Made with FlippingBook Online newsletter