العدد 25 – فبراير/شباط 2025

105 |

الأرض الفلســطينية من سكانها ثقافيًًّا وسياســيًًّا، وتحقيق استبدال تدريجي للسكان .) 1 الأصليين بالمستوطنين( )، كما طرحها ميشيل Disciplinary Power بنفس الإطار، تُُفسر نظرية القوة التأديبية ( )، استخدام المؤسسات التعليمية أداة للسيطرة على الأفراد Michel ) Foucault فوكو والمجتمعــات. يؤكد فوكو أن الســلطة التأديبية تُُمارََس عبر آليات دقيقة تهدف إلى ). في الحالة 2 تشــكيل السلوك الفردي وضمان الطاعة الجماعية داخل المؤسسات( الفلسطينية، تظهر هذه السيطرة من خلال سياسات الاحتلال التي تشمل الرقابة على المناهج الدراســية، وإغلاق المدارس بشــكل متكرر، ومنع التوسع في البنية التحتية التعليمية، إضافة إلى التحكم في تعيين المعلمين. هذه السياسات تُُظهر كيف يُُستخدم التعليم وســيلة لإضعاف الهوية الوطنية الفلسطينية وإنتاج أفراد أكثر خضوعًًا للرواية ) Cultural Resistance الاســتعمارية. أخيرًًا، يُُمكن توظيف نظرية المقاومة الثقافية ( لتفسير الجهود الفلسطينية الرامية إلى مواجهة السياسات الإسرائيلية عبر التعليم. يُُشير باولو فريري إلى أن التعليم يمكن أن يكون أداة للتحرر إذا ركّّز على تعزيز وعي الأفراد بهويتهم وحقوقهم. في هذا السياق، لجأ الفلسطينيون إلى مبادرات مبتكرة مثل التعليم الشــعبي والحصص المنزلية والتعليم عن بُُعد لمواجهة اســتهداف الاحتلال للمؤسسات التعليمية. تُُعد هذه الجهود جزءًًا من استراتيجية أوسع للمقاومة اليومية .) 3 التي تُُبقي الوعي الوطني حاضرًًا رغم محاولات الطمس والاستهداف المستمر( من خلال هذا الإطار النظري، يمكن فهم اســتهداف الاحتلال الإســرائيلي للتعليم الفلســطيني لا بسياســة عرضيــة أو منفصلة، بل بسياســة متكاملة مع السياســات الاســتعمارية التي تســعى إلى إضعاف البنية المجتمعية للشعب الفلسطيني والقضاء على مقاومته الثقافية والسياسية. يشكل التعليم، في ظل هذه الظروف، ساحة صراع

رئيسية بين محاولات الهيمنة ومقاومة التبعية. وآثارها على التعليم الفلسطيني 1967 هزيمة

ملامح جغرافية وسياسية جديدة رسّّخ ََها الاحتلال على الأرض 1967 فرضت حرب هو النشــأة الحقيقة لدولة 1967 بقــوة الــسلاح، حتى اعتََبََر عزمي بشــارة أن تاريخ .) 5 ( " أم الهزائم " )، وســمّّاها عبد الوهاب الأفنــدي 4 ( 1948 الاحــتلال وليس عام حملََت الهزيمة أنواعًًا متعددة من الخســائر البشــرية والمعنوية إلى الجانب العربي،

Made with FlippingBook Online newsletter