العدد 25 – فبراير/شباط 2025

107 |

لقطع استمرارية العملية التعليمية، كذلك منع الطلبة من الوصول إلى مقاعد الدراسة، ا ، واضطرارهم إلى العمل داخل فــي محاولــة منها لدفعهم إلى ترك الدراســة أصلًا إسرائيل ليكونوا قوة عاملة رخيصة، وبالتالي يُُبعََد هؤلاء الطلاب عن مسار التعليم، ويتــم اســتنزافهم في الضفة الغربية وقطاع غزة في بنــاء الدولة الجديدة للاحتلال، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحدّّ، فََمََن بقي مُُصرًًّا على استكمال دراسته أو ممارسته ا عن سياسات إغلاق للتدريس، طبّّقت قوات الاحتلال عليه سياسات الاعتقال، فضلًا المؤسسات التعليمية، ومنع تدريس بعض الكتب والمناهج، إضافة إلى توقيف عدد من الامتيازات التي كانت تتمتع بها المدارس والجامعات الفلســطينية قبل الاحتلال في ظل القانون الأردني في الضفة الغربية أو المصري في قطاع غزة. لـ َت الحالة التحكّّمية للاحتلال في التعليم بفلســطين ذلك الوقت إلى أن �ََ لقــد وََص تعييــن المعلمين في المدارس العربية بحد ذاته يخضع لموافقة الحاكم العســكري، ووزارة الدفاع، بل إن ضابط الأمن الإسرائيلي كذلك لديه معايير ومواصفات يجب )، ونتيجة لذلك تم توقيف 11 أن تتوافر فيمن يتقدم لوظيفة المعلم من الفلسطينيين( عمل العديد من المدرسين السابقين ممن لا تتوافق حالتهم مع معايير ضابط الأمن الإٍٍسرائيلي، أو ممن لم يوافقوا على سياسات الاحتلال في تلك الفترة، وهكذا وصل .) 12 معلم ًًا( 485 إلى 1969 / 1968 عدد المفصولين بين عامََي إن حالــة الســيطرة التي فرََض ََها الاحتلال الإســرائيلي علــى التعليم بعد حرب عام لـَت إلى أدق التفاصيل الخاصة بالعمليــة التعليمية، ابتداء بالمناهج التي � وص 1967 مارََس الاحتالُل الإسرائيلي عليها سياسات الحذف والتعديل لكل ما يتعلق بجغرافية فلسطين التاريخية، وتراث وعادات وتقاليد الشعب الفلسطيني، مرورًًا بالتقييد الشديد للمدارس، من حيث منع التوســع لاســتيعات الزيادة في أعداد الطلاب؛ مما أدى إلى ظهور أشكال جديدة من التعليم داخل المدارس لم تكن معروفة من قبل، مثل ظاهرة الصفوف المجمََّعة، أو الدراسة على فترتين صباحًًا ومساءًً، أو ظاهرة الغرف المدرســية المســتأج ََرة. وامتدت حالة السيطرة إلى أشــكال أُُخرى من الاستهداف، مثل إغلاق المدارس بشكل متكرر، ومحاصرتها واستخدامها معتقلات ومعسكرات للجيش، ووضع الأســلحة والقنابل فيها، وحتى تغيير أســمائها. ولم يتوقف الأمر عند اســتهداف الاحتلال للمدارس بهذا الشــكل التعســفي، بل امتد إلى المعلمين،

Made with FlippingBook Online newsletter