العدد 25 – فبراير/شباط 2025

117 |

كان للمؤسسات التعليمية فيه نصيب 2000 بالانتقال إلى قطاع غزة، نجد أنه منذ عام وافر من الاستهداف غير المسبوق، وذلك لثلاثة أسباب: الأول: لأن طبيعة المواجهة الجديدة التي فََرََض ََها الاحتالُل الإسرائيلي خلال الانتفاضة الثانية اشــتملََت على ممارســات وأساليب عســكرية لم تُُستخدََم من قبل في الضفة ، حيث تضمنت المواجهة الجديدة القصف الجوي الإســرائيلي 1967 والقطــاع منذ بالصواريخ والقنابل ســواء بهدف اغتيال عناصر المقاومة الفلسطينية، أو لاستهداف مبان بمختلف أنواعها منازل أم مؤسسات أم غير ذلك، في نفس الوقت الذي تطورََت فيه أســلحة المقاومة الفلســطينية -نســبيًًّا دون مقارنة مع قدرات الاحتلال- داخل القطاع على وجه الخصوص، إذ شــهدََت على ســبيل المثال أول استخدام لقذائف الهــاون باتجاه مســتوطنات الاحتلال في القطاع، ثم تطــورت بعد ذلك إلى العديد .) 51 من الأسلحة الأُُخرى( أما الســبب الثاني لكثافة الخســائر في جانب المؤسســات التعليمية في القطاع فهو وما زال مستمرًًّا 2007 الحصار الإسرائيلي المُُطبق الذي فُُرض على القطاع منذ يونيو حتى تاريخ كتابة هذه الكلمات، وصلت آثار الحصار إلى أدق تفاصيل حياة الغزّّيين اليومية، وأصيبت الحياة في القطاع بشلل كامل، ورََجََعََت بالزمن عقودًًا إلى الوراء، إلى حقبة لا يُُعرف فيها البترول ولا الغاز ولا الكهرباء، فجميع هذه الأشــياء مُُنعت عن غزة، وأُُغلقت المعابر، وحُُبس الناس داخل القطاع كما لو كانوا في سجن كبير يحيط به جنود الاحتلال من جهتََي الشمال والشرق، في حين يََفرض البحر سيطرته من جهة الغرب، ويُُحك ََم الإغلاق من جهة الجنوب حيث الحدود مع مصر من خلال معبر رفح، أما من جهة السماء فتتكفل الطائرات المسيّّرة برصد ومراقبة حركة الناس مهما دقّّت، بل إن تلك الطائرات استهدََفََت وقتلََت كثيرًًا من سكان القطاع ولم تكتف فقط بالرصد والمرقبة. هكذا أََحكم الاحتلال حصاره على غزة، وأصبح يتحكم في .) 52 الماء والغذاء والوقود والحركة والتنقل وكل ما يمكن أن يخطر على بال( الســبب الثالث هو الحروب الخمس التي شــنّّها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، ، والتي اســتََخدََم فيها قوة عسكرية 2022 ، 2021 ، 2014 ، 2012 ، 2008 خلال أعوام وحربية غير مسبوقة، وراح ضحيتها آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى، وهُُدمت .) 53 خلالها آلاف البيوت(

Made with FlippingBook Online newsletter