125 |
حيث الأصدقاء والمنافسة والنجاح واللعب، ويُشاهِدون مدارسهم تتهاوى أمامهم بفعل القصف الإسرائيلي، ثم يذوقون مرارة انتظار العودة إليها، إذ قد يطول بهم المقام في البيوت، فيتحولون إلى عبء إضافي على أهليهم والمجتمع، وتغيب عنهم التنشــئة المدرســية الأكاديمية الصحيحــة، ولا يتلقّون ما يجب أن يطرق أســماعهم وثقافتهم في ســنِي العمر المختلفة وهم في المدرسة، فيكبرون وهم عِطــاش للعلم، ومفتقرون للثقافة والتربية الكافية، فيفقدون مســتقبلهم، أو على الأقل يصطدمون بمستقبل مائج، لا ينجو من أخطاره إلا من أتقن السباحة فيه، ربما بمســاعدة الأهل، أو بإمكانات مكتســبة ذاتيًّا، فالكبير ما هو إلا نتيجة لما تلقاه في الصغر، إن كان خيرًا فخير، وإن كان شرًّا فشرّ. 2 . معاناة المنظومة التعليمية الفلسطينية لن تزول إلا بزوال الاحتلال، فالتعليم أداة مــن أدوات المقاومة والتحــرر، ولن يتوانى الاحتلال عن اســتهدافه على هذا الأساس، ولكن يبقى السؤال الكبير عن قدرة هذا التعليم على الصمود والبقاء، وقدرة الشــعب الفلسطيني على إســناده ماديًّا ومعنويًّا، مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار إمكانية توفير وســائل آنيّــة للمقاومة في إطار التعليم مثل تفعيل برامج الابتعاث الداخلي، وربط الكفاءات الفلســطينية المغتربة بوطنها، وتعزيز التعليم المهني والتقني. 3 . إن التعويــل علــى المجتمع الدولي لم يعد ذا قيمــة، لذلك فإن الخيارات أمام الشــعب الفلســطيني لمواجهة عُدوان الاحتلال على منظومته التعليمية أصبحت محدودة، وكلها تســتند إلى قاعدة واحدة، وهــي الاعتماد على الذات، وإيجاد الحلول الداخلية الذاتية لتلك التحديات، خاصة أن الأحداث الإقليمية والعالمية تؤكد يومًا بعد يوم للشــعب الفلســطيني أنه موكول إلى نفســه في حل قضيته، ومواجهة الاحتلال، وذلك لأكثر من ســبب، أول الأســباب هو انشــغال الدول العربية بمشاكلها الداخلية، وعدم قدرتها على مجاراة أحداث القضية الفلسطينية أو تقديم شــيء لها في ظل تحديات داخلية متفاقمة، والمثال على ذلك يمكن اســتحضاره في أكثر من دولة، وثاني الأســباب هو جبروت العدو الصهيوني، وعدم اكتراثه بأي عواقب قد تقع عليه، بل واطمئنانه إلى أنه في مأمن من العقاب مهما بلغت جرائمه من مستويات، وأيًّا كان المجال المستهدف، سواء التعليم أو
Made with FlippingBook Online newsletter