137 |
مقدمة تُُعد مدرســة فرانكفورت أحد أبرز التيارات الفكرية التي أســهمت بعمق في تطوير النقدية الاجتماعية والسياسية في القرن العشرين. وفي سياق العلاقات الدولية، كان لها تأثير كبير على إعادة صياغة مفهوم الأمن الدولي؛ حيث أتاحت هذه المدرســة إمكانية فهم أوســع وأعمق للعوامل التي تؤثر في الأمن العالمي من خلال توظيف مقاربات نقدية مبتكرة. يســتعرض هذا البحث دور المدرســة الفرانكفورتية في بناء الأســس النقدية لمفهوم الأمن، متتبعًًا كيف أســهمت في تحويل الفكر الدولي نحو فهم أوسع يتجاوز الحدود التقليدية التي ركزت على القوة العسكرية وأمن الدولة. المدرســة الفرانكفورتية، المعروفة بتوجهها النقدي، تحــدََّت الأطروحات التقليدية في الأمن الدولي التي اقتصرت على التهديدات العســكرية فقط، عبر توســيع نطاق التحليل ليشمل الهياكل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تؤثر في تشكيل الأمن العالمي. هذا التحول سمح بفهم أعمق للتحديات الأمنية المعاصرة مثل الفقر، عدم المســاواة، والتغيرات المناخيــة، مؤكدًًا على الأبعاد البنيوية التــي تتجاوز التحليل العسكري البحت. يهدف البحث إلى دراسة كيفية تأثير المدرسة الفرانكفورتية في إعادة تعريف مفهوم الأمــن الدولي، من خلال تحليل نمــاذج واقعية لتطبيق هذه الرؤى النقدية في دول مثــل جنــوب إفريقيا، والهند، وجزر المالديف. وســيُُظهر البحث كيف يمكن لهذه المقاربات النقدية أن توفر أطرًًا شاملة لمواجهة التحديات الأمنية الراهنة بشكل أكثر مرونة وفعالية؛ مما يبرز مدى إسهام الفكر النقدي الفرانكفورتي في صياغة تصورات جديدة للأمن الدولي. أهمية البحث تكمــن أهميــة هذا البحث في تســليط الضوء على الإســهامات النقدية لمدرســة فرانكفورت في إعادة تشــكيل مفهوم الأمن الدولي، وهي إســهامات تكتسب أهمية متزايدة في ضوء التحولات الجيوسياسية والاقتصادية والبيئية المعاصرة. يعالج البحث الفجوة الموجودة بين الأطروحات التقليدية حول الأمن الدولي، التي تركز غالبًًا على
Made with FlippingBook Online newsletter