العدد 25 – فبراير/شباط 2025

| 148

من خلال تحليل النظام الاقتصادي العالمي الرأســمالي، تطرح مدرســة فرانكفورت ، وهو إطار جديد يهدف إلى معالجة قضايا مثل التفاوت " الأمن الإنســاني " مفهوم الاقتصادي، والفقر، وانتهاكات حقوق الإنسان، التي تعتبرها المدرسة عوامل رئيسية تؤثــر على الاســتقرار العالمي. بعكس النظريات الواقعيــة والليبرالية التي تميل إلى التركيز على القوة العســكرية والتعاون الدولي بين الدول، تُُركز النظرية النقدية على العدالة الاجتماعية وإعادة توزيع الســلطة كوسيلة لتحقيق أمن عالمي أكثر استدامة؛ فهي تعتبر أن التهديدات الأمنية الحقيقية تنبع من غياب العدالة الاجتماعية واستمرار الاستغلال الاقتصادي؛ مما يجعل ضرورة معالجة هذه القضايا الأساسية شرط ًًا لتحقيق أمن إنساني شامل ومستدام. ا لفهم التحديات الأمنية الحديثة؛ في ضوء هذا النهج، تقدم النظرية النقدية إطارًًا شاملًا حيث يتجاوز هذا الإطار الفهم التقليدي للصراعات العسكرية ليشمل الأبعاد البنيوية غير التقليدية التي تؤثر بشكل عميق على حياة الأفراد والمجتمعات. لقد أحدثت التطورات التكنولوجية الســريعة، وعلى رأسها الأمن السيبراني والذكاء ا كبيرًًا في طبيعة التحديات الأمنية التي تواجهها الدول في العصر الاصطناعي، تحولًا الحديث. فالتكنولوجيا الحديثة لا تقتصر على كونها أداة تسهم في التقدم الاجتماعي والاقتصــادي فحســب، بل أصبحت أيض ًًا مصدرًًا لتهديــدات جديدة ومعقدة للأمن الدولــي. هذه التحديات تتطلــب مقاربات جديدة لفهم تداعياتها على النظام الأمني العالمــي. وفي هذا الســياق يمكن ربط هذه التحديــات بنظريات نقدية، مثل نظرية مدرســة فرانكفورت، لتقديم إطار نقدي يســلط الضوء على أبعــاد هذه التحديات وارتباطاتها بالبنى الهيكلية للسلطة. . تحديات الأمن السيبراني 1 من أبرز التحديات الأمنية الناشئة عن التكنولوجيا الأمن السيبراني، الذي أصبح من القضايا المحورية في السياسة الدولية. لقد أسهم الانتشار الواسع للتكنولوجيا الرقمية في تعقيد المشــهد الأمني؛ حيث باتت الهجمات الســيبرانية قادرة على تعطيل البنية التحتية الحيوية للدول، مثل شــبكات الطاقــة، والاتصالات، والخدمات المصرفية. يمكن ربط هذه التطورات بنظرية فرانكفورت النقدية، التي تدعو إلى فحص الهيمنة الاقتصادية والسياســية في ســياق التقنيات الحديثة. على سبيل المثال، تسيطر بعض

Made with FlippingBook Online newsletter