العدد 25 – فبراير/شباط 2025

| 150

إن التطورات التكنولوجية مثل الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي قد أعادت تشكيل التحديــات الأمنيــة التي تواجهها الدول في العصــر الحديث. ومن خلال ربط هذه التحديات بالنظريات النقدية، يمكن فهم كيف تسهم هذه التقنيات في تعزيز الهيمنة والسلطة على المستويات الوطنية والدولية، بينما تثير في الوقت نفسه قضايا جديدة حــول الخصوصية والرقابة. يتطلب ذلك تطوير أطــر نظرية وعملية جديدة لمواكبة هذه التحديات، وفتح آفاق جديدة لفهم العلاقة بين التكنولوجيا والأمن في ســياق النظام العالمي المعاصر. الانتقادات الموجهة للنظرية النقدية تُُعد النظرية النقدية، خاصة في إطار مدرســة فرانكفورت، واحدة من أبرز التيارات الفكرية التي أسهمت في إعادة تعريف الأمن والعلاقات الدولية. ومع ذلك، فإن هذه النظريــة قد واجهت العديد من الانتقادات، التــي تمس جوانبها التطبيقية والفكرية. سنعرض في هذه الفقرة أبرز الانتقادات الموجهة لهذه النظرية، مع تحليل كل نقطة على حدة. . ضعف قابليتها للتطبيق العملي في معالجة القضايا الأمنية المباشرة 1 مــن أبرز الانتقادات الموجهــة للنظرية النقدية ضعف قابليتهــا للتطبيق في معالجة القضايا الأمنية الفعلية والمباشرة التي تواجه الدول والمجتمعات. تتسم هذه النظرية بنهجها المعقد والفلســفي، مما يجعل من الصعب اســتخدامها إطارًًا عمليًًّا لتطوير إســتراتيجيات أمنية قابلة للتطبيق في الســياقات الواقعية. ففي الوقت الذي تركز فيه النظرية النقدية على تحليل الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بشكل نقدي، فإنها لا تقدم أدوات عملية محددة للتعامل مع تهديدات أمنية مباشرة مثل النزاعات المسلحة، والإرهاب، أو الهجمات السيبرانية. وهذا يقود إلى انتقاد مفاده أن النظرية تظل في إطار التحليل الأكاديمي البحت دون إسهام فعلي في حل المشكلات الأمنية اليومية التي تواجهها الدول.

Made with FlippingBook Online newsletter