العدد 25 – فبراير/شباط 2025

151 |

. تركيزها المفرط على التحليل الفلسفي دون تقديم حلول عملية ملموسة 2 الانتقاد الثاني الموجه للنظرية النقدية يتعلق بتركيزها المفرط على التحليل الفلسفي والنظــري، ممــا يجعل من الصعب تحويل هذه التحلــيلات إلى حلول عملية قابلة للتنفيــذ. تقوم النظريــة النقدية بتقديم قراءات عميقة للمفاهيم والظواهر الاجتماعية، مثل الســلطة، والهيمنة، والعدالة الاجتماعية، ولكنها نادرًًا ما تخرج من هذا الإطار الفلســفي إلى تطبيقات عملية مباشــرة في السياسة الأمنية أو العلاقات الدولية. على سبيل المثال، في مجالات مثل الحرب، الإرهاب، أو الأمن السيبراني، تفتقر النظرية النقدية إلى إســتراتيجيات مفصلة أو نهج ملموس يعالج هذه القضايا بشــكل فعََّال. تركز النظرية على نقد الهياكل الاجتماعية الكبرى، مثل النظام الرأسمالي أو السلطة الإمبريالية، دون اقتراح خطوات محددة لتقليل الآثار السلبية لهذه الهياكل في الواقع الأمني. . قصورها في معالجة التحديات الأمنية المتسارعة مثل الإرهاب والأمن السيبراني 3 النقد الثالث والأكثر وضوح ًًا للنظرية النقدية يتمثل في قصورها في معالجة التحديات الأمنية المســتجدة والمتســارعة مثل الإرهاب العالمي والأمن السيبراني. في عصر تتســم فيه التهديدات الأمنية بالتعقيد والتطور الســريع، مثــل الهجمات الإلكترونية التي تســتهدف البنيــة التحتية الحساســة أو التنظيمات الإرهابيــة العابرة للحدود، تظــل النظرية النقدية قاصرة عن تقديم أطر أو إســتراتيجيات واضحة لمواجهة هذه التحديــات. كما أن التركيز على العوامل الهيكلية والسياســية الكبرى قد يؤدي إلى إغفال الجوانب الأمنية التكنولوجية أو التكتيكية التي أصبحت محورية في السياسات الأمنيــة المعاصرة. وبالتالي، فإن النظريــة النقدية تفتقر إلى القدرة على التكيف مع هذه المتغيرات السريعة والحديثة؛ مما يجعلها أقل فاعلية في تقديم حلول للأزمات الأمنية المعاصرة. إذن رغــم أهمية النظريــة النقدية في تقديم تحليلات معمقــة للأوضاع الاجتماعية والسياســية، فإنهــا تواجه انتقادات قوية تتعلق بتطبيقهــا العملي في معالجة القضايا الأمنية المباشرة. إن تركيزها على الفلسفة والتحليل النظري دون تقديم حلول عملية ا عن قصورها في التفاعل مع التحديات الأمنية الحديثة مثل الإرهاب ملموسة، فضلًا

Made with FlippingBook Online newsletter