| 152
والأمن السيبراني، يشير إلى ضرورة إعادة النظر في كيفية دمج هذه النظرية مع أطر ا وواقعية. نظرية وعملية أخرى لتقديم حلول أمنية أكثر شمولًا المحور الثالث: مدرسة فرانكفورت وتحديات الأمن العالمي: رؤى نقدية وتطبيقات عملية يتناول هذا المحور ستة نماذج ثلاثة منها دولية وثلاثة عربية، وهي تعكس تطبيقات ا : النموذج الاقتصادي مدرســة فرانكفورت في مواجهة تحديات الأمن العالمي. أولًا والاجتماعي، الذي يركز على دراســة التفاوتات الاقتصادية وتأثيرها على الاستقرار فــي دول مثــل جنوب إفريقيا، حيــث تتجلى الفجوات الاجتماعية مصدرًًا رئيســيًًّا للتهديدات الأمنية. ثانيًًا: النموذج الثقافي والهوياتي، الذي يعكس تجربة الهند؛ حيث تُُظهر الانقسامات العرقية والدينية كيف يمكن أن تؤثر على الأمن المجتمعي وتزيد من الصراعات الداخلية. أخيرًًا، النموذج البيئي، الذي يســلط الضوء على التحديات ا مثل المالديف نتيجة للتغير المناخي، موضحًًا كيف يمكن أن تؤثر التي تواجه دولًا المخاطر البيئية على الأمن القومي. مــن خلال اســتعراض هذه النماذج، يســعى هــذا المحور إلى تقديــم رؤى نقدية وتطبيقات عملية تساعد في فهم كيفية الاستفادة من معطيات مدرسة فرانكفورت لبناء إستراتيجيات أمنية مستدامة. يتضح من ذلك أن الأمن لا يمكن أن يُُفهم بمعزل عن السياقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛ مما يتطلب إعادة التفكير في السياسات الحالية وتطوير إستراتيجيات مبتكرة تسهم في تحقيق أمن شامل ومترابط. - النموذج الاقتصادي والاجتماعي للأمن: جنوب إفريقيا 1 تُُعــد جنوب إفريقيا نموذج ًًا بارزًًا في تحليــل التحديات الأمنية المرتبطة بالتفاوتات الاقتصادية والاجتماعية، وهي التحديات التي تُُعزى إلى إرث نظام الفصل العنصري. هذا النظام خلََّف آثارًًا اجتماعية واقتصادية عميقة أدت إلى استمرارية الفجوات بين مختلف الفئات الاجتماعية؛ حيث تســتمر قلة من الأفراد في الســيطرة على الموارد الاقتصادية في حين يعاني جزء كبير من الســكان، خصوص ًًا من الأصول الإفريقية، مــن الفقــر المدقع. نتيجة لهذا، تتزايد معدلات الجريمة والنزاعات الاجتماعية؛ مما يهدد الاستقرار الداخلي والأمن الاجتماعي.
Made with FlippingBook Online newsletter