العدد 25 – فبراير/شباط 2025

153 |

من خلال تحليل الرؤية النقدية لمدرســة فرانكفورت، يمكن اســتعراض السياسات الاجتماعيــة والاقتصاديــة التي أُُقيمت بعــد تفكك نظام الفصــل العنصري بهدف تقليــص الفجــوات الاقتصادية والاجتماعية بيــن الفئات المختلفــة. فالتوجه نحو العدالة الاجتماعية، التي تشمل تحسين التعليم والرعاية الصحية، يمثل أحد الأعمدة الأساســية لتحقيق الأمن الشــامل. تطبيق برامج تنموية إســتراتيجية، مثل تلك التي تســتهدف تحســين فرص التعليم والرعاية الصحية للفئات الفقيرة، يمكن أن يسهم بشــكل كبير في معالجة التحديات التي يعاني منها المجتمع من الفقر والبطالة. إن تعزيز فرص العمل وتحســين مســتويات التعليم يمكن أن يسهم في تعزيز الاستقرار الاجتماعي ويقلل من التوترات. ويقتضــي نجاح هذه البرامج نهج ًًا شــموليًًّا يتضمن تعاونًًا بيــن الحكومة، والقطاع الخــاص، والمجتمــع المدني، مع التركيز علــى ضرورة توفير التمويل المســتدام لضمان استمرارية المبادرات التنموية. كما أن إدماج الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية في السياســات الأمنية لا يعزز الأمن فقط، بل يســهم في بناء مجتمع عادل ومستدام يضمن حقوق الأفراد واحتياجاتهم الأساسية؛ مما يسهم في بناء الأمن طويل الأمد. - النموذج الثقافي والهوياتي للأمن: الهند 2 ا معقدًًا يعكس التفاعل بين التنوع الثقافي والديني والتحديات الأمنية تمثل الهند مثالًا المرتبطة بالانقســامات العرقية والدينية. على الرغم من أن التنوع يُُعد مصدرًًا للقوة الثقافية والاجتماعية، إلا أنه في الوقت ذاته يُُعزز من الصراعات والهويات المتنازعة التــي تؤدي في بعــض الأحيان إلى أعمال عنف وصراعات داخلية. وقد أســهمت الأيديولوجيات المتطرفة في تفاقم هذه التوترات؛ مما جعل الأمن المجتمعي مهددًًا. من خلال تطبيق النموذج الثقافي في إطار الرؤية النقدية لمدرسة فرانكفورت، يُُمكن التركيــز على ضرورة تعزيز الحوار الثقافي بين المجتمعات المختلفة كأداة أساســية لتحويل هذه التوترات إلى فرص للتفاهم. يعد الحوار وسيلة فعالة لتقريب وجهات النظر المتباينة، وبالتالي التقليل من مخاطر النزاعات. من هنا تأتي أهمية تنفيذ برامج تعليمية تهدف إلى تعزيز القيم الثقافية المشــتركة مثل التســامح والاحترام المتبادل، والتفاعل البناء بين الأفراد من خلفيات عرقية ودينية متنوعة.

Made with FlippingBook Online newsletter