العدد 25 – فبراير/شباط 2025

155 |

التجارب العربية: دراسة تطبيقية للنموذج الفرانكفورتي . السودان: تأثير النزاعات المسلحة والصراعات الإثنية على الأمن الإنساني 1 يواجه السودان تحديات أمنية كبيرة نتيجة النزاعات المسلحة المستمرة والصراعات الإثنية التي تهدد الأمن الإنســاني. تتمثل إحدى القضايا الجوهرية في الســودان في التوزيع غير العادل للموارد، حيث تستفيد بعض المناطق من موارد طبيعية وسياسات تنموية موجهة، بينما تظل مناطق أخرى، خاصة في الأطراف والأقاليم النائية، مهمشة اقتصاديًّّا واجتماعيًّّا. هذا التفاوت في توزيع الموارد يُُسهم في تأجيج مشاعر التفرقة والتمييز بين الجماعات الإثنية المختلفة؛ ما يؤدي إلى تصاعد النزاعات المسلحة. في هذا السياق، يمكن تطبيق مفاهيم المدرسة الفرانكفورتية لفهم الأسباب الجذرية لهذا الوضع، والتي ترتبط ارتباطًًا وثيقًًا بالـهيمنة الاقتصادية والاجتماعية. وفقًًا لهذه المدرسة، يتم اعتبار أن النزاعات المسلحة ليست مجرد صراع على السلطة، بل هي نتيجة لفشــل النظام الاجتماعي والاقتصادي فــي تقديم فرص متكافئة لجميع أفراد ا يعالج التوزيع غير المجتمع. وبالتالي، فإن الأمن في السودان يتطلب نهجًًا متكاملًا المتكافئ للموارد ويعزز من العدالة الاقتصادية والاجتماعية. يتطلب تحقيق الأمن الإنســاني المســتدام في السودان معالجة العوامل الهيكلية التي تســهم في إدامة النزاعات، مثل الفقر، التهميش، وغياب العدالة في توزيع الموارد. في إطار الفهم الفرانكفورتي، يجب أن تتضمن السياســات الأمنية تصورات تنموية تعمل على تحسين العدالة الاجتماعية، وتحقيق توازن اقتصادي يُُمك ِِّن من الحد من الأزمات العرقية والإثنية. فقط من خلال معالجة هذه القضايا يمكن بناء أمن اجتماعي مستدام. . ليبيا: تأثير الانقسامات الاجتماعية والقبلية بعد الثورة على الأمن المجتمعي 2 ، شــهدت ليبيا تدهورًًا في الاستقرار 2011 بعد الإطاحة بنظام معمر القذافي في عام الأمني بســبب الانقســامات القبلية والاجتماعية العميقة التي تزايدت بعد الثورة. في ظل غياب حكومة مركزية قوية، اتســعت الانقســامات القبلية والتنافس على النفوذ السياســي؛ مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الأمنية. بالإضافة إلى ذلك، فقد عانت ليبيا مــن تدخلات دولية أدت إلى تدهور إضافي للأمن الداخلي؛ حيث إن بعض القوى

Made with FlippingBook Online newsletter