العدد 25 – فبراير/شباط 2025

| 156

الدوليــة دعمــت أطرافًًا محلية أو مجموعات مســلحة معينة؛ مما أســهم في تعزيز الانقسام الداخلي وزيادة هشاشة الدولة. من خلال الفلســفة الفرانكفورتية، يمكن فهم هذه الانقســامات على أنها انعكاس للمشاكل الهيكلية التي خلََّفها النظام السابق؛ إذ يعتبر الفكر الفرانكفورتي أن التفاوت الاجتماعي والسياسي يُُسهم في تعميق الصراعات ويؤدي إلى هشاشة الأمن الداخلي. التقييم الفرانكفورتي يركز على دور الســلطة والهيمنة في إعادة تشــكيل المجتمع. وبنــاء على ذلــك، يطرح التحليل الفرانكفورتي أن الأمن فــي ليبيا لن يُُبنى إلا من خلال معالجة الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية التي تديم الانقسامات، وإرساء العدالة الاجتماعية بما يعزز التماسك الداخلي. إن الحلول الفرانكفورتية هنا تركز على إعادة بناء النسيج الاجتماعي من خلال العدالة السياســية والاجتماعية. ينبغي على السياســات الأمنية أن تتوجه نحو بناء مؤسسات قادرة على تجاوز الانقســامات القبلية والسياســية من خلال تعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ القيم الديمقراطية التي تضمن التعايش السلمي بين مختلف الجماعات. كما ا من تعزيز الهويات ينبغــي أن تركز التدخلات الدولية على دعم الحوار الوطني بدلًا الفرعية التي تزيد من تمزيق المجتمع. . تونس: الفجوات التنموية بين المناطق الداخلية والساحلية وتأثيرها على الأمن 3 الاجتماعي والاقتصادي في تونس، لا يزال هناك تفاوت تنموي كبير بين المناطق الداخلية والمناطق الساحلية. تتســم المناطق الســاحلية بوجود بنية تحتية متطورة وفرص اقتصادية أكبر، في حين تعاني المناطق الداخلية من التهميش الاقتصادي، ونقص الخدمات الأساسية، وضعف فرص التعليم والتوظيف. هذا التفاوت أدى إلى شعور عام بالإحباط الاجتماعي في المناطق الداخلية؛ مما أســهم في نشوء حركات احتجاجية كان أبرزها الاحتجاجات ، والتي أسفرت عن اندلاع الثورة التونسية. 2010 التي جرت في عام تتطلب معالجة هذه الفجوات التنموية من منظور المدرسة الفرانكفورتية رؤية نقدية تتجاوز الأبعاد السياسية التقليدية للأمن. يرى الفلاسفة الفرانكفورتيون أن عدم العدالة الاجتماعية هو أحد الأسباب الجذرية لتهديد الأمن الداخلي. وبالتالي، يشير التحليل

Made with FlippingBook Online newsletter