| 158
ومن خلال استعراض نماذج تطبيقية من دول مختلفة، تبين أن تطبيق الرؤى النقدية للأمن يتيح للدول التعامل مع قضاياها الأمنية من خلال التركيز على معالجة الأسباب ا من الاقتصار على الحلول الأمنية التقليدية. الجذرية بدلًا كما أكدت الدراســة على أهمية دمج التحليل النقدي في السياسات الأمنية الوطنية، حيث أثبتت النتائج أن الأمن لا يمكن تحقيقه من خلال الإجراءات العسكرية وحدها، بل من خلال نهج شــامل يتضمن التنمية الاقتصادية، والعدالة الاجتماعية، والحوار الثقافي. لقد أظهرت النماذج التطبيقية أن معالجة الفجوات الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيــز الحوار بين مكونات المجتمع، والتعامل مع التحديات البيئية، تُُعد خطوات أساسية لتحقيق الأمن المستدام. من جهة أخرى، أشــارت الدراســة إلى بعض التحديات التــي تواجه تطبيق مقاربة المدرسة الفرانكفورتية، حيث إن التركيز على العوامل البنيوية والاجتماعية قد يجعل هــذه الرؤية أقل فاعلية في مواجهة التهديدات الأمنية العاجلة مثل الإرهاب والأمن ا طويلة الأمد قادرة السيبراني. ومع ذلك، فإن تبني الرؤية النقدية يمكن أن يوفر حلولًا على معالجة الأسباب الجذرية لهذه التهديدات. وفي ضوء هذه النتائج، فإن إعادة النظر في سياسات الأمن الدولي من خلال عدسة المدرســة الفرانكفورتية يُُمثل ضرورة ملحة لضمان اســتجابة أكثر فاعلية وشــمولية للتحديــات الأمنيــة المعاصرة. لذا، يوصي البحث بضرورة تعزيز التفكير النقدي في السياسات الأمنية، وإدماج العوامل الاقتصادية والاجتماعية في استراتيجيات الأمن، وتوسيع نطاق الحوار المجتمعي والثقافي لضمان استدامة الحلول الأمنية. ختامًًا، فإن الدراسة تبرز أهمية المدرسة الفرانكفورتية كإطار فكري يمكن من خلاله تعزيز الفهم النقدي للأمن الدولي في عالم يشــهد تغيرات متســارعة، ما يتيح بناء سياســات أكثر استدامة وعدالة تعزز من اســتقرار الدول والمجتمعات على المدى الطويل.
Made with FlippingBook Online newsletter