167 |
السياق الجيوسياسي ومرجعية الباحث موضــوع الكتــاب ليس جديــدا، لكن مظاهره أصبحت أكثر تجســيدا في ســاحة الاســتقطاب الدولي وبالتالي أكثر إثارة لشــهية البحث والاستشراف. يرصد الخبير حرب العوالم: عودة الجيوبوليتكس " الاســتراتيجي الفرنسي برونو تيرتري في كتاب يقظة الإمبراطوريات لمنازعة الولايات المتحدة في استفرادها " وصدام الإمبراطوريات بدأت الصفائح التكتونية " بزعامــة النظام العالمي. نقرأ في تقديم الكتــاب ما يلي: الجيوسياســية تتحرك مرة أخرى. استيقظت الإمبراطوريات الجديدة من سباتها وها هي تسائل النظام الدولي. تسعى الصين وروسيا إلى الثأر من الغرب، وإعادة تشكيل . " العالم وفق ما يتطلعان إليه يبدو العالم بالنســبة للباحث ساحة حرب متعددة الجبهات، من أوكرانيا إلى تايوان، ومن أعماق البحار إلى الفضاء الخارجي، في مناجم الليثيوم وفي الفضاء الإلكتروني. الصدام هذه المرة بين كتلة غربية ليبرالية وأخرى أوراســية ســلطوية. إنه صراع على النفوذ على نطاق عالمي، تتخلله الأزمات والصراعات الإقليمية. . الغرب يجدد أعداءه " الغرب والآخــرون " هــي معطيات جديدة تصب في جدلية: فــي صدامــات حول القوة المادية، وحول القيم أيضــا. من الملفت أن الكاتب يبدأ مستدعيا هجوم الناتو على بلغراد. بالنسبة 1999 تحليله لمعالم هذا الاستقطاب من إليه، الصين وروسيا لن تنسيا هذا الحدث الذي تعرضت له عاصمة شيوعية سابقة. لاشك أن المؤلف وهو يحدد عنوانا لكتاب في العلاقات الدولية كان يستحضر عنوانا للكاتب الإنجليزي هربرت جورج " حــرب العوالم " أدبيــا خالدا ومرجعيا هو رواية ، ونشرت بشكل متزامن 1897 ويلز التي صدرت للمرة الأولى بشــكل مسلســل عام في مجلة بيرسون في المملكة المتحدة ومجلة كوزموبوليتان في الولايات المتحدة، . 1898 قبل أن ينشرها وليام هاينمان أول مرة في شكل كتاب في لندن عام وكانــت الروايــة التي تنتمي إلى صنــف الخيال العلمي تحكــي قصة غزو فضائي للكوكب من قبل كائنات وافدة من المريخ. إنه تناص يحيل إلى فكرة الخوف على مصيــر العالم من حرب مدمــرة. والفرق في مصدر التهديد. فالكاتب برونو تيرتري يحلل اتجاهات الصراع في الواقع الدولي ويستشــرف احتمالات الصدام الكبير بين قوى الكوكب في سياق التنافس على زعامة النظام العالمي.
Made with FlippingBook Online newsletter