العدد 25 – فبراير/شباط 2025

169 |

للجيوبوليتيكس. يقودنا الكتاب إلى اســتعادة مرحلة ما بعد انهيار القطب السوفياتي وتناســل الإصدارات حول مصير اللحظة الأحادية القطبية بزعامة الولايات المتحدة وأفــق ديمومتها والقوى المرشــحة للصعود. اليوم، يكاد الخبــراء يحددون القائمة المختصرة لهذه القوى في قوة آسيوية هي الصين، وأخرى أوراسية هي روسيا. وجاءت الأزمة الأوكرانية لتشكل نقطة تقاطع حساسة في سباق كسب نقاط التموقع في سلم القوى الكبرى، بقراءات مختلفة، بين من يراها اختبارا ناجحا لترشيح روسيا بوتين، ومن يرى أنها كابح حقيقي عطل الحلم الروسي الإمبراطوري. وعلى منوال حرب روسيا على أوكرانيا، يطرح الكاتب وغيره من الخبراء محاكاة مع فرضية غزو صيني لتايوان يكون بمثابة إعلان صعود رســمي للصين إلى ســدة الزعامة العالمية، على حســاب الولايات المتحدة، والغرب عموما، أو، في حال الفشــل في الحســم العسكري، مستنقع تخبط قاتل ينهي أو يؤجل مسيرة الصين نحو الاحتفال بالزعامة . 2049 العالمية، وفقا لما هو مبرمج في مئوية الثورة الشيوعية في أفق لا يطل برونو تيرتري بأطروحة جديدة تماما حين يحصر قائمة الصراع على الزعامة العالمية في الثلاثي الأمريكي الصيني الروسي. إنها نفس القائمة التي رشحها الباحث ) 1999 ( " الحرب الباردة الجديدة " اللبناني الفرنسي جيلبير أشقر قبل ربع قرن في كتابه . يمكن أن نقترح لكتاب برونو تيرتري عنوانا 1" العالم ما بعد كوسوفو " بعنوان فرعي فرعيا وفق متغير جيوسياسي بديل حاسم: العالم ما بعد حرب أوكرانيا. إن تطورات العقد الأخير في المحيط الجيوسياسي لروسيا منذ ضم شبه جزيرة القرم وصولا إلى غزو أوكرانيا، وفي المحيط الجيوسياســي والجيواقتصادي للصين مع تزايد السلوك ذات النزعة " الشرسة " الضاغط لبكين اتجاه قضية استعادة تايوان فضلا عن ممارساتها حرب " المهيمنة في ســوق المبادلات الاقتصادية، تحمل الباحث على الحديث عن تنطوي على احتمالات الاصطدام الســاخن على حدود التماس بين " عالميــة دافئــة مجالات النفوذ الإمبراطوري. الإمبراطوريات الجديدة والثأر للتاريخ يفضل الكاتب الانطلاق من البنية الذهنية لصناعة القرار الاســتراتيجي في روســيا والصين، مفصلا في الذكريات الحية للشعور بالإهانة، التي تسكن عقول وقلوب قادة في الساحة اليوغوسلافية. لقد قصف الحلف 1999 موســكو وبكين منذ وقائع ســنة

Made with FlippingBook Online newsletter