العدد 25 – فبراير/شباط 2025

| 170

أيام من تعيين فلاديمير بوتين، مدير 5 قبيل 1999 الأطلســي بلغراد في مارس/آذار الكي جي بي، أمينا عاما لمجلس الأمن القومي الروسي. وقصفت طائرات أمريكية لم تنس موســكو ولا بكين " ســفارة الصيــن ببلغراد فــي مايو/أيار من نفس العام. حرب كوســوفو وقصف بلغراد. إنها عاصمة تجســد العالم الشيوعي القديم، وأيضا الأرثودوكســية السلافية بالنسبة لروســيا، وعدم الانحياز بالنسبة للصين. ما الدرس بالنســبة لهما؟ هو أن الغرب لن يتردد في اســتخدام القــوة لخدمة مصالحه، حتى من هناك، بدأ " . يورد الكاتب تصريحا لبوتين نفســه: " دون موافقــة الأمــم المتحدة بسابقة كوسوفو في تبرير الاعتراف بجمهورية 2022 . حتى إنه ذكّّر ســنة " كل شــيء في مكان سفارتها ببلغراد أحد أكبر مراكزها 2023 دونباس. أما الصين فقد دشنت عام لمسار الثأر " الأســاطير المؤسســة " الثقافية في أوروبا. هي عناصر مما يعده الباحث .) 2 من التاريخ في بكين وموسكو( يرتبط بهذا العامل النفسي الثقافي انقلاب الشعور بالانتصار الإيديولوجي والعسكري والاقتصادي للغرب في تســعينيات القرن الماضي إلى ســيادة تمثلات تحوم حول ضعف الغرب وفقدان جاذبية نموذجه الكوني. إنه زمن انفجار جديد للقوميات ضد العولمة وضد التغريب والتحديث، خلافا للمقولة التبشيرية لنهاية التاريخ كما طرحها إلى عجز الإدارة الأمريكية 2008 فرنسيس فوكوياما. من الصدمة المالية والنقدية سنة ،) 3 عن تدبير الأزمات من ســوريا إلى أوكرانيا، ســاد الشعور بأن الغرب إلى أفول( ومقابل الشك في فاعلية واستدامة النموذج الليبرالي الغربي، انبعث الشعور القومي، الــذي يعلي قيمة القيادة والنظام والتقاليــد... أصبح الرهان في دول خارج المجال اســتعادة التحكم في " الجغرافي والحضاري الغربي مثل البرازيل والهند، يتمثل في ضد اختراق العولمة وفوضى الديمقراطية الزائفة. " الأمور الذيــن يعتقدون أن الشــعوب تتبع مصالحها " يــورد الكاتــب مقولة ريمون آرون: ، وهي مقولة تبدو مفسرة لفكرة " لا مشــاعرها لم يفهموا شــيئا من القرن العشــرين ســيادة الشعور بالانتقام من إهانات الغرب، واســتعادة للنظرية الهوبسية عن فاعلية ). هنا، لا ينفلت برونو 4 شــعورين أساسيين في الكيان البشــري: الخوف والشرف( تيرتري، تحت دثار آرون، من إرث نقدي غربي يقدم طروحات تزعم التفسير الثقافي والسيكولوجي لسلوكيات الشعوب والنخب غير الغربية، بناء على دواع غير عقلانية.

Made with FlippingBook Online newsletter