| 172
إن الــدول الأعضاء الســابقة في حلف وارســو هي التي دقت أبــواب الناتو وليس ). من يصدق قراءة ســطحية ســاذجة من هذا القبيل؟ كأن قبول عضوية 5 العكس( هذه الدول جاء من قبيل حرج في رد ضيف، لا حساب استراتيجي مكشوف لاحتواء شرقا. " السلام الأمريكي " روسيا وتوسيع مظلة " العادية " باندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، يقول الباحث إن العالم عاد إلى حالته التي تكرس مركزية الرؤية الكيســنجرية لواقع دولي طبيعته الصراع والتنافس. يقصد ). إنها حقيقة الجيوبوليتيكس 6 بذلك أن حسابات الواقعية السياسية استعادت هيمنتها( ضــد أحلام الحكامة العالمية. يرى برونو تيرتــري أن الإمبراطوريات الجديدة (أي الصين وروســيا..) لم تعد تكترث لقواعد اللعب التي ســاهمت هي نفســها في إرسائها: حرمة الحدود، عدم الانتشار النووي، الحد من التسلح، حرية الملاحة في أعالي البحار، التبادلية في التجارة... أما القارئ فيمكنه التساؤل هل هذه الخروقات بدأت مع روسيا والصين؟ لقد كسر غزو روسيا لأوكرانيا، حسب المؤلف، ثلاثة تابوهات في أوروبا من خلال عودة الحرب الكبرى بين الجيران، وإعادة رســم الحدود بالقوة، والانبثاق الصريح للتهديد النووي. يتعلق الأمر بهجوم مضاد تشــنه الإمبراطوريات الجريحة: روســيا .) 7 والصين، ومعهما أيضا تركيا وإيران، حسب جيفري مانكوف( يحاول المؤلف أن يجد قواسم مشتركة بنيوية بين روسيا والصين. يجد أنهما تشتركان في عبادة الشخصية وتصفية المعارضين والإعجاب بستالين وأن البلدين يعتقدان أن الظرفية في صالحهما من أجل التوســع شــرقا وجنوبا بالنســبة لروسيا وفي المجال البحري (بحر الصين وغرب الهادي) بالنسبة للصين. إن اتســاع المجال التحليلي وذكاء التركيب وتعددية عناصر القياس والمؤشرات في مقاربة توازنات القوة ومناورات الفرقاء في هرم النظام الدولي تقابلها لدى الكاتب غلبة أحكام القيمة كلما تعلق الأمر بتوصيف سلوك القوى موضوع البحث من قبيل روسيا أوكرانيا وإمبراطورات " اغتصاب " والصين (ومعهما أيضا الهند وتركيا). يتحدث عن على غرار سلوك روسيا في إفريقيا في إشارة إلى " مافيوزية " وممارسات " مفترســة " مرتزقة فاغنر، وعن دبلوماســية ثقافية وصحية هجومية للصين ونشــاط اقتصادي في )، وكأن تدخلات القوى الأوروبية كانت 8 القارة الســمراء يعتبره الكاتب اســتغلالا(
Made with FlippingBook Online newsletter