| 176
جديدة اتجاه الصين. وبحسابات القوة، يعتقد الكاتب أن الصين حققت الامتياز من حيث حجم التجارة، لكنها أصبحت تعاني تراجع منحاها الديموغرافي، بينما تتفوق أمريكا في الجانب العســكري وحتى في القوة الناعمة، مع تراجع صورة الصين في ). للمرء أن يعقب بالقول إن صورة أمريكا ليست بالنصاعة المفترضة في 16 الغرب( ضمير النخب الفكرية الغربية بالرغم من قوة الروابط السياسية والاقتصادية. أما على مستوى التمثلات الذهنية في الجنوب، فلا شك أن الكفة تواصل الميل لفائدة الصين، بوصفها شريكا جديدا ليس له تاريخ عدواني اتجاه الدول والشعوب. إن مدى ومآل المنافسة الأمريكية الثنائية مع الصين ومع روسيا يتحدد إلى حد بعيد بناء على مســتوى وزخم العلاقة الصينية الروســية. هل يتعلق الأمر بتحالف ظرفي أو شــراكة استراتيجية مســتدامة؟ الواقع أن هذه العلاقة صمدت على مدى سنوات طويلــة رغم ثقل ذكريات الصدام الذي اتخذ في بعض المراحل حدة فاقت الصراع اليوم، ثمة ما يكفي " مع أمريكا. يستدعي الكاتب في هذا السياق قول أليس إكمان: ). ومع 17 ( " مــن العناصر للقول إن الأمــر لا يتعلق بتقارب ظرفي أو زواج مصلحة ذلك يصر الكاتب على وصف العلاقة الصينية الروســية بأنها تواطؤ حذر، ويصور الوضع وكأن الصين بصدد التهام روسيا. الآخرون في معترك الاستقطاب يراهن الكاتب على صحوة جيوسياســية لأوروبا بحيث لا تبقى، حســب جوســيب بوريل، الممثل الســامي الســابق للاتحاد الأوروبي في الشــؤون الخارجية والأمن، حديقــة وســط الغابة. يلاحظ في هــذا الصدد أن الاتحــاد الأوروبي أصبح يكثف مهاجمته للصين داخل منظمة التجارة العالمية، ويُُخضع الاستثمارات الصينية لمراقبة أكثر تشــددا، ضمن مؤشــرات على بداية تجرد أوروبا من أوهام الليبرالية والاعتماد المتبادل وقبول واقع المواجهة كحالة طبيعية في النظام الدولي. تشير دراسة واسعة النطاق إلى أنه على مدى السنوات العشر الأخيرة، تجد المجتمعات الديمقراطية نفسها أقرب إلى الولايات المتحدة، في حين تزداد شعبية روسيا والصين في العالم النامي. لنلاحظ أن الكاتب يقابل منظومة سياسية (الديمقراطيات) بمفهوم جيو اقتصادي بالأساس (العالم النامي). كأن الكاتب يتبنى بدوغمائية حتمية ارتباط
Made with FlippingBook Online newsletter