العدد 25 – فبراير/شباط 2025

179 |

باختصار، يميل الكاتب إلى التفاؤل باستمرار الغرب بقيادة الولايات المتحدة في هيمنته على المعادلات. ويرى أنه كلما تنامت قوة الصين الاقتصادية تعززت مصلحتها في استقرار النظام الدولي وحرية الملاحة التجارية وعدم الانتشار النووي. نعم، تعرض الحلم بالكونية والحكامة العالمية للتآكل بفعل صعود النزعات القومية، لكن فوكوياما يعتقد أن الأوتوقراطيات معرضة أكثر من غيرها للقرارات الخاطئة في غياب النقاش على مستوى القمة، وهي هشة بالنظر إلى غياب توزيع السلطة. من السابق لأوانه إذن، حســب الباحث، الاحتفال بصعود الدول القوية والفرح بأفول الدول الديموقراطية. الديمقراطيــة الليبرالية تظل نظاما ينطــوي على دينامية التقويم الذاتي. يذكر في هذا الصــدد بأن أطروحات أفول أمريكا ســقطت مع المؤرخ المعروف بول كينيدي في .) 26 توقعه انهيار الولايات المتحدة نتيجة ثقل الانتشار العسكري والمديونية( من قلب الانتماء إلى الاســتراتيجيا الغربية، يشــدد برونــو تيرتري على ضرورة أن يقبــل الغرب المواجهة وصراع الإرادات وألا ينــزع بالضرورة إلى خفض التصعيد في مواجهة اســتفزازات القوى المتحدية: الصين وروسيا. يدعو الكاتب إلى محاور عمــل متعددة الجبهات لتثبيت امتياز القوة، تشــمل إنقاذ الديمقراطية وترميم بنياتها ونجاعتها، وإنهاء وهم اســتمالة روسيا إلى جانب الغرب ضد الصين، وإبقاء أوروبا على تحالف دينامي مع واشنطن، والانخراط في ردع الصين عن غزو تايوان، والقبول بواقع انفصال أوروبا عن روسيا. المراجع (1)- Gilbert Achcar La Nouvelle Guerre froide : Le monde après le Kosovo. Paris, PUF. Novembre 1999. (2)- Bruno Tertrais : La Guerre des mondes: Le retour de la géopolitique et le choc des empires. Paris. L’observatoire. 2023. P 12. )- يمكن العودة في هذا الموضوع إلى كتاب حسن أوريد، أفول الغرب، (المركز الثقافي العربي، 3 ( .) 2018 الدار البيضاء، بيروت،

(4)- Bruno Tertrais. Op cit. p 23. (5)- Bruno Tertrais. Op cit. P 29.

Made with FlippingBook Online newsletter