العدد 25 – فبراير/شباط 2025

203 |

خاتمة تُُظهــر الدراســة أن مواقــف الأحزاب السياســية الإسلامية في جنــوب إفريقيا من الحرب الإســرائيلية على غزة تســتند إلى ثلاثة عوامل رئيســية: الانتماء الإسلامي، وتجربة النضال ضد العنصرية، والتأثير السياســي والثقافي للقضية الفلســطينية. هذه الأحزاب ترى في فلســطين رمزًًا دينيًًّا وسياســيًًّا يُُمثل قضايا العدالة والحرية، حيث سـَين يُُجس ِِّدان مركزية فلسطين في � تعتبر المســجد الأقصى وبيت لحم مََعلمََين مقد الوعي الإسلامي. كما أن التشابه بين ممارسات الفصل العنصري في جنوب إفريقيا وممارســات الاحتلال الإســرائيلي كان له دور كبير في تشكيل هذه المواقف، حيث تُُقارن سياسات المعازل والتطهير العرقي في فلسطين بالبانتوستانات وسياسات الفصل التي عانى منها مواطنو جنوب إفريقيا قبل التحول السياسي. لقــد أثرت هذه المواقف في تعزيز التضامن المجتمعي داخل جنوب إفريقيا، خاصة بين المســلمين، وبرز ذلك من خلال الفعاليات والمســيرات التي نظمتها الأحزاب، مثل حزب الجماعة، لدعم القضية الفلسطينية. كما أن نجاح زعيم حزب الجماعة في الفوز بمقعد في البرلمان وتعيينه نائبًًا لوزير التنمية الاجتماعية يعكس تطورًًا إيجابيًّّا قد يساهم في تعميق دور الحزب في دعم الفلسطينيين على المستويين المحلي والدولي. ومــع ذلك، تبقى جهود الأحزاب السياســية الإسلامية محدودة أمام شــدة الحرب فــي غزة، التي تُُوصــف بأنها حرب إبادة جماعية، إذ يعاني المســلمون في جنوب % من الســكان)، والتحديــات المرتبطة بالإرث التاريخي 2 إفريقيا من قلة عددهم ( من القهر والعنصرية؛ مما يؤثر في حجم تأثيرهم السياسي. ومع ذلك، فإن استمرار تصاعد الصراع وحساسيته قد يفتح الباب أمام هذه الأحزاب لتعزيز نشاطها ومواقفها السياسية في المستقبل، لتشكل قوة أكثر تأثيرًًا في دعم الفلسطينيين وحقهم في الحرية والاستقلال.

Made with FlippingBook Online newsletter