العدد 25 – فبراير/شباط 2025

| 40

خاتمة ا اســتراتيجيًّّا تشــير الدراســة إلى أن الممرات البحرية العابرة للحدود تمثل مجالًا جديــدًًا ضمن التنافس علــى الهيمنة الاقتصادية العالمية، حيــث تتيح فرص ًًا واعدة لإعادة تشكيل خريطة التحالفات الاقتصادية. وتبرز منطقة الشرق الأوسط، بمفهومها الجغرافي الواســع، بوصفها نقطة ارتكاز حيوية لهذه الممرات، نظرًًا لما تمتلكه من ا محوريًّّا في تدفق التجارة العالمية. مقومات جيواقتصادية وجيوسياسية تجعلها عاملًا ا بالنفط الخام والغاز الطبيعي، عنصرًًا أساسيًّّا في ويظل قطاع الطاقة الأحفورية، ممثلًا معادلــة التجــارة الدولية، نظرًًا لدور الدول المنتجة في هذه المنطقة في تلبية الطلب العالمــي المتزايــد على هذه الموارد. كما أن إقامة هذه الممرات يمثل فرصة لتعزيز التكامل الاقتصادي وتحقيق مكاسب تنموية متبادلة، مع تفاوت الحصص الاقتصادية تبعًًا لمدى إسهام الدول في حركة التجارة الدولية. وتأتي هذه التحولات في ســياق التطورات الجيوسياســية الراهنة، ولا سيما في ظل التداعيات المســتمرة للحرب الروســية-الأوكرانية، التي أفــرزت تحديات وفرص ًًا جديدة، مما يجعل من إنشــاء هذه الممرات خيارًًا اســتراتيجيًّّا ضمن ســيناريوهات التعــاون الاقتصادي الدولي المســتقبلية. وتبرز أهمية تبنــي مقاربة متوازنة تعزز من الترابط الاقتصادي بين الدول، مع تجنب تحويل هذه المشاريع إلى ساحات للتنافس الجيوسياسي بين القوى الكبرى، وهو ما يتطلب صياغة سياسات مرنة تضمن التوظيف الأمثل لهذه الممرات بما يخدم المصالح الاستراتيجية المشتركة. وفي هذا السياق، يُُعد تطوير البنية التحتية ذات الجودة العالية، وتوطين القوى العاملة في مشاريع البناء، وتعزيز الصناعات الوطنية من الركائز الأساسية لتحقيق الاستفادة القصوى من هذه الممرات. كما أن الإمكانات الجيوسياســية والجيو-اقتصادية التي توفرها هذه الممرات تتيح فرص ًًا لتعزيز مكانة الدول المعنية ضمن سلاســل التوريد العالمية، بما يسهم في دعم التنمية المستدامة وتعزيز التنافسية الاقتصادية. في العراق نموذج ًًا واضح ًًا لما يمكن أن تقدمه هذه " طريق التنمية " ويمثل مشــروع المبادرات من فرص للتنويع الاقتصادي وتعزيز التكامل الإقليمي، مستفيدًًا من الموقع الاستراتيجي الحيوي للبلاد ضمن المبادرات الاقتصادية العابرة للحدود، مثل مبادرة . كما أن المتغيــرات الدولية الراهنة، بما في ذلك انضمام بعض " الحــزام والطريق "

Made with FlippingBook Online newsletter