العدد 25 – فبراير/شباط 2025

51 |

وعلاوة على ذلك سنطرح مجموعة من التساؤلات لمعالجة هذا الموضوع: ما هي المداخل التي انطلق منها الباحث الأجنبي للتنظير للفعل الاحتجاجي بالمغرب؟ وما هي المنطلقات التي اتخذها الباحث المغربي (المحلي) للرد على المعرفة التي قدمها

الأجنبي؟ وما هي معايير الاتساق بينهما؟ ا : الأجنبي والفعل الاحتجاجي بالمغرب أول ًا

شــك ََّل الإرث الكولونيالــي والأبحــاث الأجنبية حول المغرب أحــد أهم المراجع والمصادر البارزة، نظرا إلى ما توفره من معطيات ومعلومات تمكن من الاطلاع على الواقع الاجتماعي للبلاد من حيث البنية والتنظيم، بالرغم من إســهاب الملاحظات والانتقــادات الموجهة إلــى الكتابات التي أنتجها الأجنبي حول المغرب، لكن تبقى للإنتاجــات المحلية مكانــة هامة نظرا إلى ما قدمته من أبحاث إثنوغرافية ومعطيات ميدانية حول المجتمع المغربي. وتفيدنا هذه الأبحاث والدراسات التي قدمها باحثون أجانب، سواء في فترة الاستعمار أو مــا بعــده، في تفســير وفهم المجتمــع المغربي في مختلف الحقول السياســية والاجتماعيــة والاقتصاديــة والثقافية، إضافة إلى فهم العلاقــة بين الفرد والمجتمع وعلاقتهما بالســلطة. ومن هنا ســننطلق لاستدعاء الخارجي لدراسة علاقة المجتمع بالســلطة من منطلق الظاهرة الاحتجاجية والحركات الاجتماعية بالمغرب، للتعرف عليها من خلال ما كُُتب في هذا الإطار في زمن الاستعمار وزمن الاستقلال. ونحن نرى أن ما قدم في هذا الشق أساس لتفسير وفهم وتأويل الفعل الاحتجاجي بالمغرب بحضوره كفعل جماعي داخل المجتمع. وتبقى أهمية الأجنبي أساسية في دراسة أنساق المجتمع وفهم بنية السلطة وما يطبعها من صراع وفوضى وتوافق ووحدة واســتقرار، والإلمام بتركيبة الفاعلين في الحقل السياســي، وكيفية تدبير شــؤونهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما تتيح هذه الدراسات فرصا لمعالجة طبيعة السلطة السياسية، وأهمية الوظيفة الدينية ودورها في الحفاظ على الاستقرار؛ مما ينتج التوازن بين المجتمع والسلطة. إن التنظيــر الخارجــي للاحتجاج والتمرد بالمغرب لا ينفصل عن المقاربة التاريخية للقبيلة والمخزن كمدخل أساسي لقراءة الفعل الاحتجاجي المغربي، وما عرفته الفترة

Made with FlippingBook Online newsletter