| 54
، وقع 1956 منذ استقلال المغرب عام " ) بقوله Ernest Gellner ما بينه إرنست غيلنر ( عدد من الثورات الريفية الثانوية نســبيا، في مناطق الريف الأساســية. فالمغرب دولة )، وهي ذات بناء اجتماعي هو 1956 - 1912 مستقلة مرت بفترة استعمارية مختصرة ( خليــط غريــب من مجتمع قبل صناعي وجزئيا مجتمع حضري، به قطاع حديث برز مليون نسمة، حوالي 11 . 5 بسرعة خلال الحكم الأجنبي. وعدد سكانها الحالي هو نصفهــم (لا أحد يعرف بالضبط) من البربر ورجــال القبائل الريفيين الذين حافظوا بشكل جيد على التنظيم القبلي. وبقية السكان هم العرب من سكان المدن والريف .) 13 ( " (دون ذكر الأقليات اليهودية والأوروبية) إن معالجــة إرنســت غيلنر للانتفاضــات والتمردات في الريف وعرضها للدراســة ، " غريبة ومدهشة " والبحث، ربط إمكانية فهمها بتفســير الســمات التي وصفها بأنها :) 14 ومنها على حد وصفه( أ- تتحطم الانتفاضات بسهولة جدا، وهذا أمر مدهش بالنظر إلى تاريخ المغرب في الماضي؛ حيث يعامََل قادة التمرد، عند القبض عليهم، بتسامح. ورغم أنهم يُُسجنون فترات غير محددة، فإنهم لا يُُقتلون. وهذا أمر غريب عجيب. ب- أن الانتفاضــات عمومــا لا معنى لها، بالمعنى الحرفــي للعبارة. فمثلا: رجال القبائل من الذين يدعون أنهم أنصار شخص ما يقومون بانتفاضة أو تمرد بينما يكون ذلك الشخص في منصب رسمي، لنقُُل رئيس وزراء. أو كمثال آخر: يدعي قائد ريفي أنه من أنصار أحد أفراد الأسرة الحاكمة ويقوم بتمرد، فيقوم هذا الفرد نفسه بإخماد التمرد الذي قام به من يدعون أنهم أنصاره، وقاموا بالتمرد نصرة له. ولا تبدو هاتان الســمتان محيرتين جدا لمن على دراية بماضي المغرب: لكن على الأقل من أجل المجادلة فقط، يجب أن أســأل عما إذا كانت هذه الســمات عجيبة .) 15 جدا بحيث يمكن قبولها حتى في ضوء التاريخ المغربي الحديث( لم يكتف أرنســت غيلنر بهذا القدر فيما يخص دراســاته لنمــاذج من تمرد الريف المغربــي، بــل عمل على رصد مجموعة من التفســيرات الخاطئــة التي قدمت في هذا الإطار، والتي يراها لا تحمل الصواب في فهم وتفســير هذه التمردات، واتخذ مجموعــة من التفســيرات الصادرة من طرف: المســتمع والقــارئ، والصحافيين،
Made with FlippingBook Online newsletter