العدد 25 – فبراير/شباط 2025

55 |

المســتوطنين الأوروبييــن في المغرب، والمراقبين من خارج المغرب، وتفســيرات متقدمة بين المغاربة أنفسهم. وعرض غيلنر مختلف التفســيرات لتمردات الريف، التي اعتبرها خاطئة في تفســير نماذج من تلك التمردات، واســتُُقبل طرح غيلنر بالنقد والتعقيب وتفســيرات مغايرة ومخالفة. ارتأينا عرض هذه التفسيرات الخاطئة التي قدمها غيلنر وعقب عليها بتقديم تفسيرات يراها أقرب إلى الصواب، قصد إيضاح أن الخارجي الدارس للمجتمع المغربي عموما وبالأخص للتمرد والانتفاض، لا يمكن القول إنه يستهلك كل ما قدم من التفسيرات عن المجتمع المغربي دون اختبارها ومســاءلتها ســواء تعلق الأمر بالتفسيرات التي طرحهــا الأجنبــي أو التي أنتجهــا أفراد المجتمع المحلــي. وبالتالي تبقى إنتاجات الأجنبي أساســية فيما يخص تقديمه لتوصيف ورؤى وتفســيرات التمرد بالمجتمع المغربــي. وتعــد هذه التوصيفات التي عرضها أرنســت غيلنر قيمة مضافة ومدخلا أساســيا في فهم الظاهرة الاحتجاجية بالمغرب؛ إذ تبقى المقاربة التاريخية أساســية في فهم الأفعال الجماعية. ومن بين هذه التفسيرات نذكر: - التفســيرات المفضلة عند الصحافيين الذين يعلقون على الشــؤون المغربية، ولا يحاولون أن يفكروا فيها بمنطق متجانس. فهذه الشؤون لم تكن قط عقلانية أو قابلة للمنطــق العقلاني. فهي أمر خاضع للشــخصيات والعواطف اللاعقلانية والحوادث وغيرها... ولا توجد تفسيرات ممكنة أو مطلوبة لسلوك هؤلاء الناس. وعقب غيلنر ورغم أن هذا التفســير سطحي وخاطئ أو مغلوط فإن " على هذه التفســيرات بقوله التكرار هو الذي يرغم الصحافيين أنفسهم على تقديم مثل هذه التفسيرات المغلوطة، .) 16 ( " عندما يحاولون تقديم نوع من الوصف المتجانس، وهذا أمر في غاية الأهمية - تفســير يفضله المراقبون من خارج المغرب، وهو تفســير يرى أن هذه التمردات الريفية إنما هي محاولات من طرف رجال القبائل لتغطية استقلالهم القبلي السابق. ويدين هذا التفسير بجاذبيته السطحية إلا أنه يتناسب مع صورة نمطية واسعة الانتشار وشعبية عن البربر، ورجال القبائل عموما، بوصفهم قساة أقرب إلى النبيل المتوحش ويكرسون حياتهم للتقاليد القبلية ويحرصون على الحفاظ عليها في نقائها من أجل بقاء بيئة إثنوغرافية رافضة لأي تدخل خارجي على الإطلاق.

Made with FlippingBook Online newsletter